فطر الله الإنسان على حب التنافس والتسابق,,
وما أجملها من فطرة تربى النفس على طلب المعالي..
وتحطم حواجز الضعف عند المرء!وترتقي الأرواح إلى مراقي الصعود,,
والتنافس لغة المبدعين الذين عشقوا الوصول إلى القمة في تحدي وعزم!
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن..على ماذا يتم التنافس اليوم؟؟؟؟
قال الحسن البصري عبارة جميلة تستحق أن تكتب بماء الذهب:
"من نافسك على الدين..فنافسه!ومن نافسك على الدنيا ..فلا تتردد أن ترمي بها إلى أحضانه!"
فلو عقدنا مقارنة بسيطة بين المنافسة في عصرنا الحالي
والمنافسة في عصر العظماء والعلماء وعصر الصحابة الكرماء..
لوجدنا من الفروق ما يحزن القلب ويدمي الفؤاد..
فكان التنافس لدى جمهور الصحابة الجلاء من نوع فريد
تسمو الروح به إلى أعلى الرتب ,وتبلغ الثريا في علوها..
فلا عجب أن تكون الأمة الإسلامية آنذاك هي الأمة القائدة والحاكمة لفترة من الزمن وهذا يدل على تلك الأرواح التي جبلت على السبق والتنافس الإيماني في سبيل المجد
فإذا تطرقنا على بذل المال مثلا تجدهم شعلة من التنافس الشريف,
فلا وجود لنفس الشحيحة بينهم!
فكثيرا ما قرأنا في كتب السير عن التسابق بين الصديق والفاروق
ليس في بذل المال فحسب بل التسابق على كل ألوان البر والإحسان,
فانطبقت عليهم هذه العبارة..
"قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات"
وقد تعدى التنافس عندهم المال ليصل الروح والجسد في سبيل إعلاء كلمة الله!
فكان تنافسهم على الصفوف الأمامية للجيش فلم يكن للموت عندهم معنى ,
لأن شوقهم للجنات كان أسمى..فأي نسيج من الأرواح كانوا؟!
وأي إيمان هذا الذي كان يتملك قلوبهم؟!
لله درهم ولله ما تركوا!فكان بحق تنافسهم على نعيم الآخرة
وقد فسر سيد قطب الآية (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)في سورة المطففين
<بأن التنافس على نعيم الآخرة لا يدع الأرض خرابا بلقعا
كما يتصور بعض المنحرفين إنما يجعل الإسلام مزرعة الآخرة,,
ويجعل القيام بخلافة الأرض بالأعمار مع الصلاح والتقوى وظيفة المؤمن الحق ..
على أن يتوجه بهذه الخلافة إلى الله ويجعل منها عبادة له
تحقق غاية وجوده كما قررها الله سبحانه "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون">
فإذا كان سيد قطب قد ربط أي تنافس في الوجود بغاية الوجود نفسه ..
فإنا ما نراه في هذا الزمان من تنافس دنيوي بحت ينافي كلام سيد قطب تماما !!!
فأنت لا ترى في هذا العصر إلا أجساد بشرية من ورق خاوية الروح وفارغة العقل
تتنافس على أمر حقير لا يسمن ولا يغني من جوع..
فبقدر ما تكون المنافسة جادة وبقدر ما يكون الأمر المتنافس عليه عظيما
تتقدم الأمم ويسطر النصر لها بمداد الذهب..
وكلما كان التنافس على الدنيا وزخرفها
تراجعت الهمم وانهزمت الأمم فصارت أمة ضعيفة
رضيت لنفسها أن تعيش في نهاية الركب وتلبس قناع الشيخوخة في سن مبكرة,,
فعبر التاريخ كان من أسباب انهيار الأمم الظلم والترف
و أصبح في عصرنا الحالي للإعلام دورا في تراجع الأمم
وذلك من خلال ما يبث ويعرض على القنوات الفضائية فمن المضحك المبكي!!
أن ترى برامج قد تبلغ تكلفتها أموال طائلة يكون الهدف منها إما التنافس
أو السبق على صوت جميل أو القدرة على التمثيل الفني الهابط
فما أكثر النجوم في عصرنا .. ولكنها نجوم مظلمة!!
وكل هذه الأمور لا تزيد الأمة إلا وهنا وضعفا..
فالإعلام يفتح شهية الشباب للاهتمام بالقشور والتنافس عليها
مما يكلفهم طاقات جسدية هائلة في أشياء لا تنفع
وتجعل القلوب تصاب بداء حب الدنيا والتعلق بها إلى أبعد الحدود..
وكما يضيف السيد قطب واختم بها" أن السعي لنعيم الآخرة يصلح الأرض ويعمرها ويطهرها للجميع..أما السعي لغرض الدنيا يدع الأرض مستنقعا و بيتا تأكل فيه الديدان بعضها البعض أو تنهش فيه الهوام والحشرات جلود الأبرار الطيبين"..بوركتم جميعا..وعذرا على الإطالة
وما أجملها من فطرة تربى النفس على طلب المعالي..
وتحطم حواجز الضعف عند المرء!وترتقي الأرواح إلى مراقي الصعود,,
والتنافس لغة المبدعين الذين عشقوا الوصول إلى القمة في تحدي وعزم!
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن..على ماذا يتم التنافس اليوم؟؟؟؟
قال الحسن البصري عبارة جميلة تستحق أن تكتب بماء الذهب:
"من نافسك على الدين..فنافسه!ومن نافسك على الدنيا ..فلا تتردد أن ترمي بها إلى أحضانه!"
فلو عقدنا مقارنة بسيطة بين المنافسة في عصرنا الحالي
والمنافسة في عصر العظماء والعلماء وعصر الصحابة الكرماء..
لوجدنا من الفروق ما يحزن القلب ويدمي الفؤاد..
فكان التنافس لدى جمهور الصحابة الجلاء من نوع فريد
تسمو الروح به إلى أعلى الرتب ,وتبلغ الثريا في علوها..
فلا عجب أن تكون الأمة الإسلامية آنذاك هي الأمة القائدة والحاكمة لفترة من الزمن وهذا يدل على تلك الأرواح التي جبلت على السبق والتنافس الإيماني في سبيل المجد
فإذا تطرقنا على بذل المال مثلا تجدهم شعلة من التنافس الشريف,
فلا وجود لنفس الشحيحة بينهم!
فكثيرا ما قرأنا في كتب السير عن التسابق بين الصديق والفاروق
ليس في بذل المال فحسب بل التسابق على كل ألوان البر والإحسان,
فانطبقت عليهم هذه العبارة..
"قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات"
وقد تعدى التنافس عندهم المال ليصل الروح والجسد في سبيل إعلاء كلمة الله!
فكان تنافسهم على الصفوف الأمامية للجيش فلم يكن للموت عندهم معنى ,
لأن شوقهم للجنات كان أسمى..فأي نسيج من الأرواح كانوا؟!
وأي إيمان هذا الذي كان يتملك قلوبهم؟!
لله درهم ولله ما تركوا!فكان بحق تنافسهم على نعيم الآخرة
وقد فسر سيد قطب الآية (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)في سورة المطففين
<بأن التنافس على نعيم الآخرة لا يدع الأرض خرابا بلقعا
كما يتصور بعض المنحرفين إنما يجعل الإسلام مزرعة الآخرة,,
ويجعل القيام بخلافة الأرض بالأعمار مع الصلاح والتقوى وظيفة المؤمن الحق ..
على أن يتوجه بهذه الخلافة إلى الله ويجعل منها عبادة له
تحقق غاية وجوده كما قررها الله سبحانه "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون">
فإذا كان سيد قطب قد ربط أي تنافس في الوجود بغاية الوجود نفسه ..
فإنا ما نراه في هذا الزمان من تنافس دنيوي بحت ينافي كلام سيد قطب تماما !!!
فأنت لا ترى في هذا العصر إلا أجساد بشرية من ورق خاوية الروح وفارغة العقل
تتنافس على أمر حقير لا يسمن ولا يغني من جوع..
فبقدر ما تكون المنافسة جادة وبقدر ما يكون الأمر المتنافس عليه عظيما
تتقدم الأمم ويسطر النصر لها بمداد الذهب..
وكلما كان التنافس على الدنيا وزخرفها
تراجعت الهمم وانهزمت الأمم فصارت أمة ضعيفة
رضيت لنفسها أن تعيش في نهاية الركب وتلبس قناع الشيخوخة في سن مبكرة,,
فعبر التاريخ كان من أسباب انهيار الأمم الظلم والترف
و أصبح في عصرنا الحالي للإعلام دورا في تراجع الأمم
وذلك من خلال ما يبث ويعرض على القنوات الفضائية فمن المضحك المبكي!!
أن ترى برامج قد تبلغ تكلفتها أموال طائلة يكون الهدف منها إما التنافس
أو السبق على صوت جميل أو القدرة على التمثيل الفني الهابط
فما أكثر النجوم في عصرنا .. ولكنها نجوم مظلمة!!
وكل هذه الأمور لا تزيد الأمة إلا وهنا وضعفا..
فالإعلام يفتح شهية الشباب للاهتمام بالقشور والتنافس عليها
مما يكلفهم طاقات جسدية هائلة في أشياء لا تنفع
وتجعل القلوب تصاب بداء حب الدنيا والتعلق بها إلى أبعد الحدود..
وكما يضيف السيد قطب واختم بها" أن السعي لنعيم الآخرة يصلح الأرض ويعمرها ويطهرها للجميع..أما السعي لغرض الدنيا يدع الأرض مستنقعا و بيتا تأكل فيه الديدان بعضها البعض أو تنهش فيه الهوام والحشرات جلود الأبرار الطيبين"..بوركتم جميعا..وعذرا على الإطالة