منتديات ثانوية الشيخ عامر بريان

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل في المنتدى إذا رغبت بالمشاركة ولنا الشرف في تسجيلك
http://up.re7an.net/uploads/images/re7an-cc9ba89b75.jpg

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات ثانوية الشيخ عامر بريان

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل في المنتدى إذا رغبت بالمشاركة ولنا الشرف في تسجيلك
http://up.re7an.net/uploads/images/re7an-cc9ba89b75.jpg

منتديات ثانوية الشيخ عامر بريان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات ثانوية الشيخ عامر بريان
أهلا وسهلا بالأعضاء الجدد
سلام على من دام في القلب ذكراهم و إن غابوا عن العين قلنا يا رب إحفظهم وأرعاهم ...
 إدارة المنتدى تتمنى لكم أوقات ممتعة مع كافة المواضيع والمساهمات المقدمة ، كما تتمنى أن لاتضيعوا أوقات الصلاة والدراسة ... وشكرا
يسرنا إدارة منتديات ثانوية الشيخ عامر أن نقدم لكم العنوان الجديد للمنتديات بالإضافة إلى العنوان الحالي و هو www.chikhameur.tk

    الفرق بين الإباضية والخوارج

    rostom
    rostom
    مشــرف
    مشــرف


    عدد المساهمات : 184
    تاريخ التسجيل : 14/11/2009
    العمر : 33

    الفرق بين الإباضية والخوارج Empty الفرق بين الإباضية والخوارج

    مُساهمة من طرف rostom الجمعة ديسمبر 25, 2009 4:43 pm

    الفرق بين الإباضية والخوارج:

    نورد لكم في هذا الموضوع بحثا قيما للشيخ ابراهيم اطفيش ، تحت عنوان : نبذة عن الخوارج .

    شرح لغوي :

    أصحابنا : يقصد بها الشيخ : الإباضية .
    قومنا : يقصد بها الشيخ الباحثين و كتاب المقالات الذين يتهمون الإباضية بالخروج .

    يقول الشيخ رحمه الله :

    " الخوارج طوائف من الناس من زمن التابعين ، رؤوسهم نافع بن الأزرق ، و نجدة بن عامر ، و عبد الله بن الصفار ، و من شايعهم .
    و سُـمّوا خوارج لأنهم خرجوا عن الحق ، و عن الأمة بالحكم على مرتكب الذنب بالشرك . فاستحلوا ما حرم الله من الدماء و الأموال بالمعصية ، متأولين قوله تعالى : " وَ إنَ اَطَعْتُمُوهُمُ إنَّكُمْ لَمُشْـِركُونَ "
    ( الأنعام : 121 ) ، فزعموا أن معنى الآية و إن أطعتموهم في أكل الميتة ، فأخطأوا في تأويلهم ، و الحق أن معنى الآية : و إن أطعتموهم في استحلال الميتة ، و الإستحلال لما حرم الله شرك .

    و حين أخطأوا في التأويل لم يقتصروا على مجرد القول ، بل تجاوزوه إلى الفعل ، فحكموا على مرتكب المعصية بالشرك ، و استحلوا دماء المسلمين و أموالهم بالمعصية ، فاستعرضوا النساء و الأطفال و الشيوخ .

    و قد كان الإمام الحافظ الحجة الربيع بن حبيب بن عمرو البصري الفراهيدي صاحب " المسند الصحيح " رحمه الله ، حين بلغ إليه أمرهم يقول : " دعوهم حتى يتجاوزوا القول إلى الفعل ، فإن بقوا على قولهم فخطؤُه محمول عليهم ، و إن تجاوزوه إلى الفعل حكمنا عليهم بحكم الله "

    فلما ظهرت بدعتهم طردهم أصحابنا من مجالسهم و طاردوهم في كل صوب معلنين البراءة منهم ، و لما تجاوزوا القول إلى الفعل أعلنوا الحكم بكفرهم ، لأن الكفر باستحلال ما حرم الله نص في كتاب الله قطعي ، و قد استشرى فعلهم يومئذ فاشتدوا على أهل التوحيد بفتنتهم فسلوا السيوف على الرقاب بغير ما أنزل الله ، فعظمت محنتهم ، فكانت بلاء عظيما .

    و قد تولى قتالهم المهلب بن أبي صفرة الأزدي العماني ، القائد الأموي المشهور ، وكان يضع الحديث في استنفار الناس إلى قتالهم فعظمت محنتهم المزدوجة : محاربة المسلمين ، و انتشار الأحاديث الموضوعة في قتالهم حتى بلغت المدى من الشر فزادت الطامة .

    و لما كان هؤلاء الخوارج من منكرة التحكيم فقد تولى كثير ممن ينتمون إلى المذاهب المتعصبة إدماج الإباضية في هؤلاء الخوارج ظلما و عدوانا ، و السبب في ذلك عديد المناهج :

    أولــــــــــــــــــــها :

    أن أصحابنا الإباضية يرون الملك العضوض لا تجب طاعته ، بل الواجب أن يكون الحكم على منهاج الخلفاء الراشدين لما روي عن النبي ( ص ) : " اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر و عمر " . و لِما رُوي في عمار بن ياسر ( ر ) : "ستقتلك الفئة الباغية " ، و استشهد بهذا الحديث منكرو التحكيم ، و لم ينكره الفريق الآخر ، و ثبت كنص قاطع ارتضاه الفريقان و لو اختُلف في تأويله، إذ الفريق الآخر حمله على معنى غير صحيح و إنما دعاه الغرض إلى حمله على ما يقتضيه ذلك الهوى.

    ثانيــــــــــــــــــــها :

    ظهور أصحاب الأهواء في واقعة النهروان ، إذ زعموا أنها لأجل الخروج على علي و هو إمامهم ، و الحقيقة التي لا مرية فيها أن أهل النهروان لم يخرجوا عن علي قط ، و لكنهم حين أبوا التحكيم و أصروا عليه جنح أبو الحسن ( علي ) إلى فريق التحكيم ، فرأى منكرو التحكيم أن البيعة لم تعد في أعناقهم ، بل هم في حلّ منها حيث إن التحكيم في شيء معناه غير ثابت الحكم ، و إلا فلم التحكيم ؟ فاعتبروا التحكيم تنازلا من الإمام أبي الحسن عن البيعة ، إذن منكرو التحكيم في حل من أمرهم فلهم الحق أن يختاروا من يشاؤون إماما ، فاختاروا رجلا من أفضل الناس يومئذ و من الصحابة الكرام ، و هو عبد الله بن وهب الراسبي الأزدي ، فلما بايعوه بعثوا إلى أصحابهم يومئذ و منهم الإمام علي أن يدخلوا في البيعة لمن اختاروه إماما ، فرأى علي بن أبي طالب أن البيعة حصلت لأزدي لا لقرشي ، فحاربهم قبل أن يتقوى أمرُهم ، فتخرج الإمامة إلى غير قريش و هذا هو السبب الوحيد لواقعة النهروان . لهذا دعاهم حين ناظرهم إلى أن يحاربوا عدوهم معاوية و من معه ، و لكن الأمر قد فات ، فقد أخذ الأمرَ معاوية من الحكمين : عمرو بن العاص و أبي موسى الأشعري في دومة الجندل ، فأصبح المسلمون في حل من أمرهم ، لأن بيعة عبد الله بن وهب لم تقع إلا بعد حصول النتيجة بوقوع ما حذر منه أولو البصائر من منكري التحكيم ، و هو أن التحكيم تلاعب بالأمر تولّى كبر الدعوة إليه الأشعث بن قيس الذي دُسّ على أصحاب علي من قبل معاوية ، و ليس إذا مايزعمه محرفو التاريخ و متعفنة المذهبية ، أن واقعة النهروان كانت بسبب الخروج على علي ، لأنهم لم يخرجوا و البيعة في أعناقهم ، و لينتبه المتبصر من الزلة في هذا المقام ، فإن الأهواء متغلغلة في أصحابها بما لا خفاء فيه .

    ثالثــــــــــــــــها :

    إن تسمية الخوارج لم تكن معهودة في أول الأمر ، و إنما هي انتشرت بعد استشراء أمر الأزارقة كما قلنا ، و لم تُعرف هذه التسمية في أصحاب علي المنكرين للتحكيم أو الراضين به .

    و لعل أول ما ظهر هذا اللفظ ، بعد ثبوت الأمر لمعاوية ، و الإستقرار فيه ، حين زاره الأحنف بن قيس التميمي - و هو من أهل النهروان - فقال له معاوية : لماذا أحبك الناس و أنت من الخوارج ؟ فقال له الأحنف : لو عاب الناس الماء ما شربته ، يعني الذين لم يرتضوا بيعته و الدخول في أمره .

    أتُرى أن معاوية يصف الأحنف بن قيس بالخارجية لأنه كان مع من حاربهم علي يوم النهروان ، أو لأنه لم يكن في بيعة معاوية ؟ و لو كان وصف معاوية للأحنف بالخارجية بكنوه من أهل النهروان لكان معاوية و من معه أولى بهذه التسمية ، لأنه هو الذي سل السيف ضد علي و من معه يوم صفين ، و لأنه هو الذي جنح عن بيعة الإمام علي ، و الحال قد بايعه أهل الحل و العقد فأصبحتع بيعته حقا يجب اتباعه و الدخول فيه على كل واحد من المسلمين .

    الرابعـــــــــــــــــــــة :

    أن الإباضية لم يسلوا السيف على أحد من أهل التوحيد قط ، و لم تقع منهم حرب ضد أحد من المسلمين ، و حتى عند اشتداد الأزمة زمن الحجاج بن يوسف الثقفي و زياد بن اُبَــيـْه ، فقد اشتدّا في مطاردة المسلمين لمجرد الظنة ، حتى خرج عليهما التوابون ، و على رأسهم سعيد بن جبير و ابراهيم النخعي - وهما إمامان - و قد قتل الحجاج سعيد بن جبير أحد أئمة التفسير . و العجب كمل العجب أن هذه المجموعة الكبرى من العلماء الذين حملوا السلاح أمام الجور الذي ظهر بفظاعة من الحجاج ، لم يُـطلق عليهم أحد اسم الخوارج ، بل أطلق عليهم اسم التوابين ، و هم كلهم من حملة لواء العلم ، و ماتوا جميعا في القتال ما عدا ثلاثة فيما يبدو : سعيد بن جبير ، و إبراهيم النخعي ، و عبد الله بن مطرف ، لإإن العقل يقف مشدوها أمام هذه الفاجعة الكبرى و مع ذلك تمر على القراء بسلام .

    و لكن الذي يمحّص التاريخ بإنصاف و علم ، يرى في إطلاق لفظ الخوارج على الإباضية - و هم من الخوارج بُـرآء - مَـغمَـزًا ، و هو أنهم رأو الإمامة لا تختص بقرشي ، بل هي تصح لكل من اختاره المسلمون لسياسة دولتهم و رئاستها ، و هذا هو الحق الذي دل على كمال البصيرة ، إذ ليس من الحكمة أن يجعل الله أمر البشر على سائر أجناسه و اممه تابعا لقبيلة واحدة ، وسواء أ أحسنت أم أساءت .

    و الوضع الطبيعي في البشر هو الذي أيد ماذهب إليه أصحابنا و حملوا عليه الحديث : " الأئمة من قريش " ، و من المكابرة و مجانبة الحق أن يزعم الزاعمون اختصاص سياسة الأمم بقريش ، و لم يرتضه الأنصار و هم أهل الفهم لما بعث به محمد صلوات الله و سلامه عليه حين قالوا لأبي بكر : " منا أمير و منكم أمير " ، و لا أبو بكر حين رد على الأنصار بقوله : " منا الأمراء و منكم الوزراء ، إن العرب لا تدين إلا لهذا الحي " يعني قريشا ، فعلل الحكم بانقياد العرب لقريش لا لشيء آخر مما يزعم أهل الأهواء السياسية و المذهبية .
    أترى أن الأمم على سائر أجناسها تنقاد إلى رجل من قريش لمجرد أنه قرشي ؟ كلا و الله .

    خامســـــــــــا :

    إن الإباضية يبتغون العدل و ينشُدون العمل بالكتاب و السنة ، و السير على منهاج الخلافة التي سار عليها الخلفاء الراشدون ، و سواء أقام بالأمر قرشي أم حبشي ، عربي أم أعجمي ، كما ورد في أحاديث صحاح ، لهذا ارتضوا سيرة عمر بن عبد العزيز ، حين أرسلوا إليه وفدا من البصرة يتألف من ستة علماء جهابذة : جعفر بن السماك العبدي ، و أبي الحر عليالحصين العنبري ، و الحباب بن الكاتب ، و الحباب بن كليب ، و أبي سفيان قنبر البصري ، و سالم بن ذكوان ، و ربما كانوا أكثر من هؤلاء ، إلا أن الذين وقفت على أسمائهم هم هؤلاء رحمهم الله جميعا ، حيث ذكر مؤرخو قومنا وفود هؤلاء على عمر بن عبد العزيز ، قالوا كعادتهم في الغمز : " أرسل إليه الخوارج وفدا " ، و لم يذكروا ما جرى بينهم و بين الخليفة عمر من الحديث ، و قبولَه منهم كل ما أرادوه في نشر العدل ، و تطهير البلاد و المنابر من اللعن الذي اتخذه الأمويون سنة ، فإن الوفد قال له : إن المسلمين يلعنون عليًّـا على المنابر فلا بد من الشروع في تغيير المنكر ، فأبدل اللعن بقوله تعالى :"إن اللهَ يَأمُرُ بالعَدلِ و الإحْسَان و إيتَاء ذِي القُرْبَى وَ يَنْهَى عَن الفَحْشَاءِ وَ المُنْكَر و البَغْي يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَّكَّــرُونَ"
    (النحل :90)


    لم تسمح نفوس أولئك المؤرخين الذين أعمت بصيرتهم الأهواء أن يذكروا تلك المناقب التي ظهرت في الإباضية ، من نشدان الحق و الوقوف في وجه الظَّلَمَة بالمساجلة ، كما فعل الإمام عبد الله بن إباض مع عبد الملك بن مروان ، و أبو بلال مرداس بن حدير مع زياد بن اُبَـيْـه ، و لم يسلّوا السيف كما فعل الخوارج ، بل سلكوا سبيل البيان ، معرضين عن السنان ، و لم يكن منهم ما كان من أعمال غيرهم في سبيل تأسيس السلطان ، أو حمل الناس على اعتناق مذهبهم بالسيف و قطع العذر ، بل تركوا الناس أحرارا في آرائهم ، و أعرضوا عن الدنيا إن كانت بغير حلّها ، بل تركوا لأرباب المذاهب مذهبهم في حرية تامة ، لأنه " لا إكْرَاهَ في الـدِّيـنِ " ( البقرة : 256 ) ، فالحق مقبول من أيٍّ كان ، و الباطل مردود على صاحبه محمول عليه ، فأهل القبلة عندهم كافة سواسية في الحق و الحرية في الإعراب عن آرائهم الفرعية ، و الحرية مكفولة لكل الناس بعد الإعتراف لله بالوحدانية ، و الحرية هي الأصل في الإنسان ، حتى إن المُكاتب عندهم حرّ من أول يوم ، و ما كاتب به فدين عليه يؤديه ، و لم يقل بهذا غير الإباضية ، لأنهم أدركوا من الشريعة ما فاقوا سواهم ، فبان عنهم الخوارج بما ذكرنا من شنائعهم و كبائرهم ، و لم تكن لهم صلة بالإباضية حتى يقال إنهم خوارج ، و قد كشفت للمنصفين من قومنا هذه الفروق فأدركوا الحق و اعترفوا به ، و الرجوع للحق فريضة و فضيلة .

    سادسهــــــــــــا :

    الإباضية يجيزون المناكحة بينهم و بين سائر الموحدين ، و الخوارجُ لا يُجيزون التناكح مع غيرهم ، لأنهم يرون سواهم مشركين - كما بيّـنّا و أوضحنا - و على هذا لا يجوِّزون التوارث بينهم و بين من يخالفهم بطبيعة الحال ، لأن الشرك - الذي منع ا لمناكحة و المصاهرة - يمنع الموارثة ، فهل تعامى عن هذه الفروق الذين تعفنت نفوسهم و أصيبت أبصارهم بالعشى ؟ ذلك ما يشاهده الذي يقلّب أطوار التاريخ في مدوَّنـات قومنا ، و لم يعتبروا قوله سبحانه : " و الَّذِينَ يُوذُونَ المُومِـنِينَ و المُـومِنَاتِ بـغَيرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَد احْتَمَلُوا بُهْتَانًَا و إثْمًـا مُبِينًا "
    (الأحزاب : 58) ، و قوله تعالى : " وَلاَ يَجْرِمَنَّكُـمْ شَنَئَانُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُـوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ للتَّقْوَى " ( المائدة:8)

    إن المسلم ليَحار منأمر أولئك المتقولين على أهل الحق و الإستقامة ، كيف استساغوا ذلك لأنفسهم ؟ لا لشيء إلا للهوى و الشهوة الخفية ، نعوذ بالله من الهوى و إنكار الحق .
    أَوَلا يتذكرون أنهم سيلاقون الله بذلك الإفك ؟ أم اعتقاد الخروج من النار هَــوَّن كل شيء في سبيل الهوى ؟

    سابعهـــــــــــــا :

    الإباضية اتجهوا إلى خدمة الإسلام علما و عملا منذ ابتدأت الفتنة فاشتغلوا بالتدوين ، فكانوا أول من دون الحديث ، فإمامنا جابر بن زيد أول من دوّن الحديث و أقوال الصحابة في ديوانه الذي وصفوه بأنه وقر بعير ، ثم تلاميذه من بعده و هم حملة العلم إلى المشرق و المغرب ، و الخوارج جنحوا إلى إراقة الدماء ، و إخافة السبل ، و تعطيل الأحكام ، و لم يُذكر عن أحد من الخوارج أنه ألف كتابا ، و الذين يذكرون المؤلفات للخوارج ، إنما يذكرون مؤلفات الإباضية ، و هم دون شك يريدون بهم التشنيع و التشغيب ، أما الصفرية و الأزارقة و النجدية ، فلم تُذكر لهم رواية و لا تدوين ، و لو انفرد نجدة برواية حديث ، و نافع بن الأزرق بأسئلة سألها ابنَ عبّاس ليس هذا محلَّها ، و أريد أنهم جنحوا غلى الحرب لا إلى التأليف و رواية العلم ، و كل من ذكره قومنا من رجال العلم و نسبوهم إلى الخوارج فليسوا إلا من الإباضية .

    و لقد أتى أصحابنا في تدوين العلوم بالعجب العجاب ، و عُرفوا بالصدق و الأمانة و الورع ما لم يبلغ شأوَه غيرُهم ، فلجأ بعض الكاتبين من قومنا إلى تشويه الحقائق بالدعاية الفاجرة و البهتان ، حين بهرتهم تلك الأنوار الساطعة ، و ما خلطوا بين الإباضية و الخوارج إلا لطمس معالم الحق و الصواب ، حسدًا من عند أنفسهم ، و أنَّـى لمن اتخذ التشغيب مطيّة أن يعترف بالحق و الصواب و قد عميت بصيرته ، و إنك لترى لهؤلاء من العمل على إخفاء ما يرونه من أصحابنا من الكمال الديني ، و العظمة العلمية ما جعلهم لا يذكرون لهم في موجب الذكر شيئا .

    و إنني رأيت مؤلفات دُوِّنت في التاريخ و الأدب و الفروع لبعض قومنا يستوجب المقام ذكر أصحابنا بما لهم فيما دُوِّن من الضلع ، فلا يتورّع أن يتجاهل ذكرهم حتى كأنهم لم يكونوا ، و ذلك مبالغةً و إمعانًا في طمس الحق ، و لا تجد من أصحابنا شيئًا من هذا الأسلوب البشع ، و الحمد لله العلي الكبيــر .

    ثامنـــــــــــــــــــــــــها :

    إن قومناحين جمعوا الحوادث التاريخية و اقتضت الحال أن يذكروا أصحابنا فشلوا في قول الصواب ، فخلطوا بين الإباضية و الخوارج ، فتارة ينسبون الإباضية إلى الخوارج ، و تارة ينسبون الخوارج إلى الإباضية ، كما يفعل الكثير من المدونين في الأصول و الفروع في إضافة أقوال المعتزلة إلى الإباضية و العكس ، ممّا أوجب التخليط أو التشويه ، فيذهب المؤلفون الذين يعتمدون على النقل إلى ما هو أشبه بالتهريج ، و لا عذر لهم عندي مطلقا ، لأن الذي ينشُد الحق يطلبه من ينبوعه ، لا أن ينتحله حسب هواه .

    إنا نجد من يزعم أن أبا بلال مرداس بن حدير من الخوارج ، و قطري بن الفجاءة من الإباضية ، و الأمر على عكس ذلك ، و آخر يذكر أن الإمام طالب الحق عبد الله بن يحيى الكندي هو الإمام عبد الله بن إباض ، و الحق خلاف ذلك ، إذ أن الإمام عبد الله بن إباض توفي آخر أيام عبد الملك بن مروان ، و عبد الله بن يحيى طالب الحق ظهر أيام مروان الحمار سنة 130ه.

    و هكذا يخلط الكاتبون من قومنا هذه الحقائق الهامة تشويها و تشغيبا ، و انظر إلى تاريخ الأندلس الذي يوجد بين أيدينا اليوم ، و لا نجد للإباضية ذكرا ، و الحال أن الإباضية بلغوا في الأندلس مبلغًا عظيمًا من العلم و المال ، حتى إن جزيرة اليابسة التي هي من الأندلس كانت كلها إباضية إلى القرن السادس ، بل إلى نكبة الأندلس الكبرى ، و إنك لتقرأ طبقات بن سعد مثلا فلا تجد ذكرا لرجال الإباضية غير جابر بن زيد ، فإنه ذكره رغم أنفه لشهرته التي أطبقت الآفاق ، و هكذا .

    و الحق الذي لا ريب فيه أن رجال كل قوم قوهم اولى بهم ، و التاريخ أهله أولى و أعرف به من سواهم ، " و اللهُ يَقُولُ الحَقَّ وَ هُوَ يَهْدي السَّبِيلَ " ( الأحزاب :04) .

    و لقد استوجبت بدعة الخوارج أحكاما شرعية ، قال المسلمون يجب الفرز بين الكبائر حتى لا يقع الإنسان في جريمة الخوارج ، فالكبائر قسمان :
    كبائر الشرك ، و هي كل كبيرة أخلّت بالإعتقاد ، كاستحلال ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله ، أو إنكار ما علم من الدين بالضرورة ، أو جحود حكم قطعي كالرجم إلى أمثالها .
    و كبائر النفاق ، و هي كبائر الكفر بنعمة الله ، و هي ما يُطلَق عليه عند أهل الحديث " كفر دون الكفر " ، و هي كبائر الفسق عند قومنا ، و ذلك كارتكاب فاحشة الزنا ، أو الإتيان في الأعجاز ، أو أكل الحرام ، أو شهادة الزور ، أو عقوق الوالدين ، أو ما اشبه ذلك من كبائر عملية ، وكترك فريضة من فرائض الله غير مستحِلّ ، كل ذلك يسمى عند أصحابنا كبائر النفاق ، وكبائر الكفر بالنعمة .
    و إذا أطلق أصحابنا الكفرَ انصرف بالقرينة إلى الحكم فيه ، هل هو ممّا يُخلّ بالعقيدة أم هو من الفعل أو الترك ؟ فيدرك نوع الكفر أهو كفر نفاق أم كفر شرك ؟
    على أن اصحابنا لا يكفّرون تشهيًا ، و لا يكفرون أهل القبلة ما داموا بكلمة الإخلاص ، و الحق أنهم انفردوا بذلك و لو ادّعاها أرباب المذاهب .
    و إذا أدركت هذا علمت أن بين الإباضية و الخوارج بونًا بعيدا ، لا يجمع بينهما جامع إلا إنكار التحكيم ، و هو الحق الذي لا مرية فيه و الذي يؤيده كتاب الله و سنة رسول الله (ص) ، و سيرة العُمَرين ، و إجماع المسلمين ، فشدّ يدك على الحق .
    " وَ مَن يَعْتَصِم بِالله فَقَد هُدِيَ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِـيمٍ "
    ( آل عمران : 101 )

    و قد قال بعض أصحابنا ، و به قال قومنا : إن الخوارج ينكرون الرجم ، و الذي عندي أن هذا القول غير صحيح ، إلا إذا نظرنا إلى حكمهم بأن مرتكب الكبيرة مشرك حلال الدم ، فإن الزاني يُقتَل عندهم رِدّة لا حدًّا ، و هذا متفرع عن حكمهم قطعًا لا يحتاج إلى دعوى نُكران الرجم ، و لكن الأمر عندي ليس كما يُتوَهَّم ، و إنما زعم من زعم من قومنا أن الخوارج ينكرون الرجم فيه مغمَز ، لكنه يعود على الزاعمين بطامَّة ، و ذلك أن قومنا روَوا أنه كان مما يُتلى في كتاب الله : " و الشيخ و الشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله و الله عزيز حكيم " قأكلته العنزة ، و هذه الطامة تلازمهم و إن فروا منها بزعم أنه مما نُسخ لفظه و بقي حكمه ، و لكن أصحابنا يقولون أن الرجم فرض لا من القرآن و لكن من الحديث ، فقد روى الحافظ الحجة الإمام الربيع في صحيحه عن الإمام جابر بن زيد : " الإستنجاء و الإختتان و الوتر و الرجم سنن واجبة " .
    فصان الله الأصحاب من الخطل ، و الحمد لله و صلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه .

    أبو اسحاق ابـــــــــــــــــراهيم اطْفيّـــــــــــشْ .

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 3:54 am