الموضوع: أسلوب التعجب أنواعه وأغراضه الأدبية.
أوّلا: تعريف التّعجب:
1ـ التّعجب لغة: نقول تعجّب تعجّبا من الشّيئ : إذا عجب أو أخده العجب منه. والعجب روعةٌ تأخد الإنسان عند استعظام الشّيئ.
2ـ التّعجب اصطلاحا: أحد الأساليب الإنشائيّة غير الطّلبيّة، وهو حالة نفسيّة وانفعال داخليّ يحدث عندما نستعظم شيئا دون أن نعرف ما يثير دهشتنا وله صيغتان قيّاسيّتان هما : ما أفعله، أفعل به.
أ. ما أفعله : وهي جملة إسميّة (مبتدأ وخبر) كقول الشّاعر:
ما أحسن الدّين والدّنيا إذا اجتمعا • وأقبح الكفر والإفلاس بالرّجل.
ب. أفعل به : وهي جملة فعليّة كقول حسّان :
أكرم بقوم رسول الله قائدهم • إذا تفرّقت الأهواء والشّيع.
3 ـ تبنى هاتان الصّيغتان من كلّ فعل : ماضٍ، ثلاثيٍّ، تامٍ، متبتٍ غير منفي، متصرّفٍ، مبنى للمعلوم، معناه قابل للتّفاضل (التّفاوت)، ليس الوصف منه على وزن أفعل الذي مؤنّته فعلاء .
1 . ماأقبحَ الرّجلَ البخيلَ .
ما : تعجّبية مبنيّة على السّكون في محلّ رفع مبتدأ .
أقبح : فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر وجوبا يعود على المبتدأ.
الرّجلَ : مفعولا به منصوب بالفتحة الظّاهرة، والجملة الفعليّة (أقبح الرّجلَ) خبر المبتدأ.
البخيلَ : صفة للرّجل منصوبة بالفتحة .
2 . أكرّمْ بالرّجلِ الشّجاعِ .
أكرم : فعل ماض جاء على صيغة الأمر لإنشاء التّعجّب.
باالرّجل : الباء : حرف جر زائد .
الرّجلِ : فاعل مرفوع بضمّة مقدّرة منع من ظهورها حرف الجر الزّائد والتّقدير (كَرُمَ الرَّجُلُ).
ملاحظة :
1ـ إذا استخدمنا صيغة التّعجب من فعل تنقصه بعض الشّروط السّابقة نتعجّب منه بطريقة غير مباشرة وذلك بأن نأتيّ بمصدره منصوبا بعد : ماأشد، ماأحسن، ماأقبح، ماأقوى، ماأضعف....، كقولك مثلا: " ماأطيبَ إكرامَ الإنسانِ ضيوفَه ". " ماأصعب كونَ العاقلِ أميّا ". " ماأشرف موتَ المجاهدِ في ميدان الشرف".
2ـ أمّا صيغة أفعل به فيأتي المصدر فيها مجرورا بالباء فنقول: " أحسن بإكرامِ الإنسانِ ضيوفَه ". " أصْعِبْ بكونِهِ أميًّا ".
" وأشرِفْ بموتِه"ِ. وقد يكون المصدر مؤولا مثل: " ماأعظمَ أن يتعلّمَ الأميُّ ". " وَأَعْظِمْ بتعلُّمِهِ". وليس هناك فرق في الإعراب سوى القول والمصدر المؤوّل في محلّ نصب مفعول به. هذا في صيغة ماأفعله. ونقول: في محلّ رفع فاعل في صيغة أفعل به .
ثانيا: أغراض التّعجب القيّاسيّة: قد يخرج التّعجّب عن أصله إلى أغراض تستفاد من السّياق ومنها:
ـ المدح : كقول حسّان: أكرم بقوم رسول الله قائدهم • إذا تفرّقت الأهواء والشّيع!.
ـ الشّكوى: كقول الشّاعر: ما أكثر الإخوان حين تَعُدُّهم • لكنّهم في النّائبات قليل !.
ـ الذّم والهجاء كقول الشّاعر: ما أقبح التّزهيدَ من واعظ • يُزَهِّدُ النّاسَ ولا يزهد !.
ـ التّمني: كقول زهير: أكرم بها خلّة ً لو أنّها صدقت • موعدَها أو لو أنّ النّصح مقبول!.
ـ الوعيد: قال تعالى: " أولئك الذين اشتروا الضّلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة، فما أصْبَرَهم على النّار !".
ثالثا: صيغ التّعجّب السّماعيّة: من أساليب التّعجّب السّماعيّة ما يلي :
ـ يالك: وغيره من النّداء المراد منه التّعجّب مثل: " يا لجمال الطبيعة ".
ـ الفعل شدّ مثل: " شد ما تفعل العاصفة ".
ـ سبحان الله : التي تصاحبها قرينة تدل على أن المقصود منها التّعجب مثل: " سبحان الله تدعو لحميد الصّفات وتأتيَ قبيحَ الفعالِ ".
ـ عجب مثل: " عجيب ممّن يسمّي القصد بخلا، والسّرف جودا ".
ـ الإستفهام: المقصود منه التّعجب كقوله تعالى : " كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ؟".
ـ لله درّك، لله أبوك: كقول عليّ كرّم الله وجهه: قالت قريش: " إنّ إبن أبي طالب رجل شجاع، ولكنْ لاعلم له بالحرب، لله أبوهم وهل منهم أحد أشدّ لها مراسا وأطول تجربة منّي " ؟.
تطبيق: استخرج صيغ التّعجب من الأمثلة التّاليّة، وبيّن الغرض الأدبيّ منها:
1 . قال المتنبّي:
ما أبعد العيب والنّقصان عن شرفي!. • أنا الثّريّا وذَانِ الشّيبُ والهرمُ.
2 . وقال أيضا:
أبنت الدّهر عندي كلّ بنت • فكيف وصلت أنت من الزّحام ؟
3. قال شاعر:
لله درّ البين!ما يفعل • يقتل من يشاء ولا يقتل
4. قال حسّان :
لله درّ عصابةٍ نادَمْتُهُمْ • يوماً بِجِلِّقَ في الزّمان الأوّل.
أوّلا: تعريف التّعجب:
1ـ التّعجب لغة: نقول تعجّب تعجّبا من الشّيئ : إذا عجب أو أخده العجب منه. والعجب روعةٌ تأخد الإنسان عند استعظام الشّيئ.
2ـ التّعجب اصطلاحا: أحد الأساليب الإنشائيّة غير الطّلبيّة، وهو حالة نفسيّة وانفعال داخليّ يحدث عندما نستعظم شيئا دون أن نعرف ما يثير دهشتنا وله صيغتان قيّاسيّتان هما : ما أفعله، أفعل به.
أ. ما أفعله : وهي جملة إسميّة (مبتدأ وخبر) كقول الشّاعر:
ما أحسن الدّين والدّنيا إذا اجتمعا • وأقبح الكفر والإفلاس بالرّجل.
ب. أفعل به : وهي جملة فعليّة كقول حسّان :
أكرم بقوم رسول الله قائدهم • إذا تفرّقت الأهواء والشّيع.
3 ـ تبنى هاتان الصّيغتان من كلّ فعل : ماضٍ، ثلاثيٍّ، تامٍ، متبتٍ غير منفي، متصرّفٍ، مبنى للمعلوم، معناه قابل للتّفاضل (التّفاوت)، ليس الوصف منه على وزن أفعل الذي مؤنّته فعلاء .
1 . ماأقبحَ الرّجلَ البخيلَ .
ما : تعجّبية مبنيّة على السّكون في محلّ رفع مبتدأ .
أقبح : فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر وجوبا يعود على المبتدأ.
الرّجلَ : مفعولا به منصوب بالفتحة الظّاهرة، والجملة الفعليّة (أقبح الرّجلَ) خبر المبتدأ.
البخيلَ : صفة للرّجل منصوبة بالفتحة .
2 . أكرّمْ بالرّجلِ الشّجاعِ .
أكرم : فعل ماض جاء على صيغة الأمر لإنشاء التّعجّب.
باالرّجل : الباء : حرف جر زائد .
الرّجلِ : فاعل مرفوع بضمّة مقدّرة منع من ظهورها حرف الجر الزّائد والتّقدير (كَرُمَ الرَّجُلُ).
ملاحظة :
1ـ إذا استخدمنا صيغة التّعجب من فعل تنقصه بعض الشّروط السّابقة نتعجّب منه بطريقة غير مباشرة وذلك بأن نأتيّ بمصدره منصوبا بعد : ماأشد، ماأحسن، ماأقبح، ماأقوى، ماأضعف....، كقولك مثلا: " ماأطيبَ إكرامَ الإنسانِ ضيوفَه ". " ماأصعب كونَ العاقلِ أميّا ". " ماأشرف موتَ المجاهدِ في ميدان الشرف".
2ـ أمّا صيغة أفعل به فيأتي المصدر فيها مجرورا بالباء فنقول: " أحسن بإكرامِ الإنسانِ ضيوفَه ". " أصْعِبْ بكونِهِ أميًّا ".
" وأشرِفْ بموتِه"ِ. وقد يكون المصدر مؤولا مثل: " ماأعظمَ أن يتعلّمَ الأميُّ ". " وَأَعْظِمْ بتعلُّمِهِ". وليس هناك فرق في الإعراب سوى القول والمصدر المؤوّل في محلّ نصب مفعول به. هذا في صيغة ماأفعله. ونقول: في محلّ رفع فاعل في صيغة أفعل به .
ثانيا: أغراض التّعجب القيّاسيّة: قد يخرج التّعجّب عن أصله إلى أغراض تستفاد من السّياق ومنها:
ـ المدح : كقول حسّان: أكرم بقوم رسول الله قائدهم • إذا تفرّقت الأهواء والشّيع!.
ـ الشّكوى: كقول الشّاعر: ما أكثر الإخوان حين تَعُدُّهم • لكنّهم في النّائبات قليل !.
ـ الذّم والهجاء كقول الشّاعر: ما أقبح التّزهيدَ من واعظ • يُزَهِّدُ النّاسَ ولا يزهد !.
ـ التّمني: كقول زهير: أكرم بها خلّة ً لو أنّها صدقت • موعدَها أو لو أنّ النّصح مقبول!.
ـ الوعيد: قال تعالى: " أولئك الذين اشتروا الضّلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة، فما أصْبَرَهم على النّار !".
ثالثا: صيغ التّعجّب السّماعيّة: من أساليب التّعجّب السّماعيّة ما يلي :
ـ يالك: وغيره من النّداء المراد منه التّعجّب مثل: " يا لجمال الطبيعة ".
ـ الفعل شدّ مثل: " شد ما تفعل العاصفة ".
ـ سبحان الله : التي تصاحبها قرينة تدل على أن المقصود منها التّعجب مثل: " سبحان الله تدعو لحميد الصّفات وتأتيَ قبيحَ الفعالِ ".
ـ عجب مثل: " عجيب ممّن يسمّي القصد بخلا، والسّرف جودا ".
ـ الإستفهام: المقصود منه التّعجب كقوله تعالى : " كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ؟".
ـ لله درّك، لله أبوك: كقول عليّ كرّم الله وجهه: قالت قريش: " إنّ إبن أبي طالب رجل شجاع، ولكنْ لاعلم له بالحرب، لله أبوهم وهل منهم أحد أشدّ لها مراسا وأطول تجربة منّي " ؟.
تطبيق: استخرج صيغ التّعجب من الأمثلة التّاليّة، وبيّن الغرض الأدبيّ منها:
1 . قال المتنبّي:
ما أبعد العيب والنّقصان عن شرفي!. • أنا الثّريّا وذَانِ الشّيبُ والهرمُ.
2 . وقال أيضا:
أبنت الدّهر عندي كلّ بنت • فكيف وصلت أنت من الزّحام ؟
3. قال شاعر:
لله درّ البين!ما يفعل • يقتل من يشاء ولا يقتل
4. قال حسّان :
لله درّ عصابةٍ نادَمْتُهُمْ • يوماً بِجِلِّقَ في الزّمان الأوّل.