أمانة الآباء في أيديكم لتسلموها إلى أبنائكم، كما تسلمتموها كاملة غبر منقوصة، فإن الله يأمركم أن تودوا الأمانات إلى أهلها، فاحملوا الأمانة في صدوركم ودافعوا عنها بسواعدكم، ولا تجعلوها في أرجلكم رقصا، أو شطحا. فرب رقصة أسقطت صاحبها في شر هوة سحيقة لا قرار لها.
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أبنائي الطلبة… مباركة ومشاركة
اسمحوا لي بادئ ذي بدء أبنائي الأعزاء أن أدعوكم بهذا الاسم، المحبب إلى نفسي، المحبب إلى نفسي، لأنه طالما نادانا به مشايخنا الأجلاء، فكان من سمات الرابطة الروحية الحميمية بين الطالب وشيخه واسمحوا لي أبنائي الأعزاء أن أبارك هذا الاجتماع، بل هذه الخطوة في ميدان العمل الاجتماعي، بل الديني، وان أشارككم ببعض الملاحظات التي استقيتها من تجاربي المتواضعة في هذا الميدان، واسمحوا لي أن أصوغها وأقدمها في عناصر
أولا :
أعبدوا الله وحده، ولا تشركوا به عبادة جاه، أو منصب، أو شخص، أو مال ولتكن أعمالكم خالصة لوجهه الكريم لا يدفعكم إليها رياء، أو سمعة أو اعتبارات اجتماعية من تقاليد أو عادات. فإنه لا أضر للأمة من أن يصبح الدين فيها عادة، أو تصبح العادة فيها دينا. وبذلك يبارك الله في العمل القليل مما تقدمون، ويثبت في طريق الحق مسيرتكم وما تعملون. فليست العبرة بِالكَم، ولكنها بالكيف. فإن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملا أن يتقنه، وخير الأعمال أدومها وإن قلت.
ثانيا:
لا تطلبوا العلم، أو تنشروه حمية، أو عصبية، أو إقليمية، أو جهوية. بل أطلبوه، وتفانوا في طلبه على أنه الوسيلة والغاية. فقد قيل "اعط العلم كلك يعطيك بعضه". واعتبروا طلبكم للعلم مرابطة وجهادا، لأن رضى الله مرتبط بطلبه، و{إِنَّمَا يَخْشَىَ اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ} . وليس أشرف لكم من أن تكونوا كما قال فيكم نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت معلما".
أعرضوا ما عنَّ لكم من مشكلات على كتاب ربكم، فإن وافقها اطمأننتم إلى حلها، وإن عارضها فاضربوا بها عرض الحائط ولا كرامة.
ثالثا:
تفنى المودّات كلها، وتتلاشى، وتخلد مودة جمعتكم حولها بصفاء العقيدة والعلم والإصلاح.
ومهما بعدت بينكم الرؤى والأفكار، فإن العلم كفيل بأن يقرب بينكم، ويوحد خطاكم، ويطبع العلاقات بينكم بطابع روحي سام بعيد عن المصالح، قريب من المبادئ، مصداقا لقوله تعالى: {الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌ إِلاُّ الـمُتَّقِينَ} .
إن نور الهداية يجمع ويوحد، وظلام الغواية يشتت ويبدد.
رابعا:
لا تسيّسُوا أعمالكم، ولا تضيقوا عليها بنفق تيار حزبي مهما يكن، فإن السياسة ما دخلت شيئا إلا أفسدته. وصدقوني لا يفرق بين الأصدقاء ولا يزرع الإحن بين الإخوان، مثل السياسة، ولا ينزع البركة من العمل، مثل النفاق والأغراض الإنية والآنية. وقد قيل: "السياسة والنفاق صنوان لا يفترقان".
دعوها لأصحابها وذويها، فكل ميسّر لما خلق له، وإنه بناءً على التاريخ المحلي، والقطري، والعربي، والإسلامي، نقول، لم تداهمنا الكوارث والمصائب، إلا عندما أصبح سلاطين العلماء، علماء السلاطين أو السلطة، ونزع الله مهابة الدين من فقهائها عندما تحولت المنابر إلى منابز، والفتاوي إلى شكاوي، والمساجد إلى مراصد.
خامسا:
ليكن هدفكم من جمعيتكم أو تجمعكم واحدا، وهو العمل على ترسيخ عقيدتكم الإسلامية في النفوس، وتوحيد توجهاتكم الإصلاحية الاجتماعية لمصلحة الآخرين، مسترشدين بكتاب ربكم، وهدي رسولكم، مستنيرين بتاريخ أبطالكم، ومآثر حضارتكم التي اتجهت إلى السماء بمآذنها وانغرست في الأرض بآبارها، وبذلك تجمعون بين الحسنيين: سعادة الدنيا والآخرة إن شاء الله.
سادسا:
كل واحد منكم ينبغي له أن يكون جنديا مرابطا في حمى الإسلام، خدمة للدين والأمة والوطن. ولتكن عينه يقظة ساهرة رعاية منه لهذه القيم الحضارية الغالية، وليحذر كل واحد منكم أن تؤتى هذه القيم من قِبَلِه، فإن الانحراف في الدين يبدأ بالمعصية الأولى إن أصر صاحبها عليها. وقد جعلكم الله أمّة وسطا {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} .
سابعا:
عدوكم الأكبر هو الكافر بشتى صفاته ومواصفاته، فاعرفوه وادرسوا أنفاسه، ولتبدأوا بتعلم لغاته، "فمن تعلم لغة قوم أمن مكرهم" ولا تتخذوه وليا مهما يلوح لكم بغصن الزيتون، أو يحتضنكم بالقبلات، فقد سبق حكم الله فيه: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} . واجعلوا قوله تعالى نصب أعينكم، مهما تفلسف المتفلسفون وتميع المدعون. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتِّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعَضْهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ. وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ الله لاَ يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ} .
وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكَمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالمَوَدَّةٍ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الحَقِّ} .
ثامنا:
لا تعتدوا بآرائكم مهما بدت لكم صائبة، لأنكم بشر. ولا تغتروا بعلمكم مهما بلغتم، لأن فوق كل ذي علم عليم. ولأن العلم يضيع، كما قال الخليل بن أحمد [إياكم من خستين]: الخجل والكبر. فالخجول لا يسأل، ونصف العلم السؤال، والمتكبر لا يستفتي، لأنه اغتر بما عنده. والاغترار عدو العلم، لأنه يترك صاحبه في الدرجة الأولى، وهو يظن أنه بلغ آخر السلم.
واستعينوا بتجارب من سبقكم من مشايخ وأساتذة، واستشيروهم في المجالين النظري والتطبيقي، فإن حضارة وطنكم لم تبن إلا بحنكة الشيوخ وسواعد الشباب.
تاسعا:
لا تستهينوا بأي شخص كان، فإنه لا رجل بلا عيب ولا رجل بلا فائدة.
ولا تتعالوا على رأي الآخر، فقد ينير زاوية مظلمة في تلافيف أمخاخكم.
ولا تحتقروا أي عمل كان، فإن الاحتقار لا ينزل إلا على رأس الكسول.
ولا يـيـئسنكم النقد، فإن الذي لا ينقد هو الذي لا يعمل، ومن خاف من السقوط لم يصعد، والأزمة تلد الهمة، والاحتكاك يولد الحرارة، وفي الناس من خلق للعمل، وفيهم من خلق للكلام، فكونوا من الفئة الأولى، ولا تكونوا من الفئة الثانية.
عاشرا:
أمانة الآباء في أيديكم لتسلموها إلى أبنائكم، كما تسلمتموها كاملة غبر منقوصة، فإن الله يأمركم أن تودوا الأمانات إلى أهلها، فاحملوا الأمانة في صدوركم ودافعوا عنها بسواعدكم، ولا تجعلوها في أرجلكم رقصا، أو شطحا. فرب رقصة أسقطت صاحبها في شر هوة سحيقة لا قرار لها. ورب مختلس خان الثقة، فسوّد وجه قومه وأبيه قبل أن يسوّد وجهه. واذكروا محاسن أجدادكم لا مفتخرين بل متمثلين، ولا مدعين بل واعين، وأشيعوا فضائلهم بينكم، حتى تتوحد القلوب، وتعمر الجيوب.
وانظروا إلى الحياة بعينين فاحصتين لا يبهرهما الضوء فتغشيان وتعمشان، ولا يغمضهما النور فتنغلقان وتظلمان.
إن روائح الجنة في الشباب، وخير الشباب من يقول عن الكأس إنها نصف ممتلئة فلا تيأسوا من روح الله، إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.
شباب قنع لا خير فيهم وبورك في الشباب الطامحينا، لا الطامعينا
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
وفقكم الله، وسدد في طريق الحق خطاكم، وجعل الحنة مثواكم.
الداعي لكم بالخير: محمد صالح ناصر
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أبنائي الطلبة… مباركة ومشاركة
اسمحوا لي بادئ ذي بدء أبنائي الأعزاء أن أدعوكم بهذا الاسم، المحبب إلى نفسي، المحبب إلى نفسي، لأنه طالما نادانا به مشايخنا الأجلاء، فكان من سمات الرابطة الروحية الحميمية بين الطالب وشيخه واسمحوا لي أبنائي الأعزاء أن أبارك هذا الاجتماع، بل هذه الخطوة في ميدان العمل الاجتماعي، بل الديني، وان أشارككم ببعض الملاحظات التي استقيتها من تجاربي المتواضعة في هذا الميدان، واسمحوا لي أن أصوغها وأقدمها في عناصر
أولا :
أعبدوا الله وحده، ولا تشركوا به عبادة جاه، أو منصب، أو شخص، أو مال ولتكن أعمالكم خالصة لوجهه الكريم لا يدفعكم إليها رياء، أو سمعة أو اعتبارات اجتماعية من تقاليد أو عادات. فإنه لا أضر للأمة من أن يصبح الدين فيها عادة، أو تصبح العادة فيها دينا. وبذلك يبارك الله في العمل القليل مما تقدمون، ويثبت في طريق الحق مسيرتكم وما تعملون. فليست العبرة بِالكَم، ولكنها بالكيف. فإن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملا أن يتقنه، وخير الأعمال أدومها وإن قلت.
ثانيا:
لا تطلبوا العلم، أو تنشروه حمية، أو عصبية، أو إقليمية، أو جهوية. بل أطلبوه، وتفانوا في طلبه على أنه الوسيلة والغاية. فقد قيل "اعط العلم كلك يعطيك بعضه". واعتبروا طلبكم للعلم مرابطة وجهادا، لأن رضى الله مرتبط بطلبه، و{إِنَّمَا يَخْشَىَ اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ} . وليس أشرف لكم من أن تكونوا كما قال فيكم نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت معلما".
أعرضوا ما عنَّ لكم من مشكلات على كتاب ربكم، فإن وافقها اطمأننتم إلى حلها، وإن عارضها فاضربوا بها عرض الحائط ولا كرامة.
ثالثا:
تفنى المودّات كلها، وتتلاشى، وتخلد مودة جمعتكم حولها بصفاء العقيدة والعلم والإصلاح.
ومهما بعدت بينكم الرؤى والأفكار، فإن العلم كفيل بأن يقرب بينكم، ويوحد خطاكم، ويطبع العلاقات بينكم بطابع روحي سام بعيد عن المصالح، قريب من المبادئ، مصداقا لقوله تعالى: {الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌ إِلاُّ الـمُتَّقِينَ} .
إن نور الهداية يجمع ويوحد، وظلام الغواية يشتت ويبدد.
رابعا:
لا تسيّسُوا أعمالكم، ولا تضيقوا عليها بنفق تيار حزبي مهما يكن، فإن السياسة ما دخلت شيئا إلا أفسدته. وصدقوني لا يفرق بين الأصدقاء ولا يزرع الإحن بين الإخوان، مثل السياسة، ولا ينزع البركة من العمل، مثل النفاق والأغراض الإنية والآنية. وقد قيل: "السياسة والنفاق صنوان لا يفترقان".
دعوها لأصحابها وذويها، فكل ميسّر لما خلق له، وإنه بناءً على التاريخ المحلي، والقطري، والعربي، والإسلامي، نقول، لم تداهمنا الكوارث والمصائب، إلا عندما أصبح سلاطين العلماء، علماء السلاطين أو السلطة، ونزع الله مهابة الدين من فقهائها عندما تحولت المنابر إلى منابز، والفتاوي إلى شكاوي، والمساجد إلى مراصد.
خامسا:
ليكن هدفكم من جمعيتكم أو تجمعكم واحدا، وهو العمل على ترسيخ عقيدتكم الإسلامية في النفوس، وتوحيد توجهاتكم الإصلاحية الاجتماعية لمصلحة الآخرين، مسترشدين بكتاب ربكم، وهدي رسولكم، مستنيرين بتاريخ أبطالكم، ومآثر حضارتكم التي اتجهت إلى السماء بمآذنها وانغرست في الأرض بآبارها، وبذلك تجمعون بين الحسنيين: سعادة الدنيا والآخرة إن شاء الله.
سادسا:
كل واحد منكم ينبغي له أن يكون جنديا مرابطا في حمى الإسلام، خدمة للدين والأمة والوطن. ولتكن عينه يقظة ساهرة رعاية منه لهذه القيم الحضارية الغالية، وليحذر كل واحد منكم أن تؤتى هذه القيم من قِبَلِه، فإن الانحراف في الدين يبدأ بالمعصية الأولى إن أصر صاحبها عليها. وقد جعلكم الله أمّة وسطا {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} .
سابعا:
عدوكم الأكبر هو الكافر بشتى صفاته ومواصفاته، فاعرفوه وادرسوا أنفاسه، ولتبدأوا بتعلم لغاته، "فمن تعلم لغة قوم أمن مكرهم" ولا تتخذوه وليا مهما يلوح لكم بغصن الزيتون، أو يحتضنكم بالقبلات، فقد سبق حكم الله فيه: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} . واجعلوا قوله تعالى نصب أعينكم، مهما تفلسف المتفلسفون وتميع المدعون. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتِّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعَضْهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ. وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ الله لاَ يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ} .
وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكَمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالمَوَدَّةٍ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الحَقِّ} .
ثامنا:
لا تعتدوا بآرائكم مهما بدت لكم صائبة، لأنكم بشر. ولا تغتروا بعلمكم مهما بلغتم، لأن فوق كل ذي علم عليم. ولأن العلم يضيع، كما قال الخليل بن أحمد [إياكم من خستين]: الخجل والكبر. فالخجول لا يسأل، ونصف العلم السؤال، والمتكبر لا يستفتي، لأنه اغتر بما عنده. والاغترار عدو العلم، لأنه يترك صاحبه في الدرجة الأولى، وهو يظن أنه بلغ آخر السلم.
واستعينوا بتجارب من سبقكم من مشايخ وأساتذة، واستشيروهم في المجالين النظري والتطبيقي، فإن حضارة وطنكم لم تبن إلا بحنكة الشيوخ وسواعد الشباب.
تاسعا:
لا تستهينوا بأي شخص كان، فإنه لا رجل بلا عيب ولا رجل بلا فائدة.
ولا تتعالوا على رأي الآخر، فقد ينير زاوية مظلمة في تلافيف أمخاخكم.
ولا تحتقروا أي عمل كان، فإن الاحتقار لا ينزل إلا على رأس الكسول.
ولا يـيـئسنكم النقد، فإن الذي لا ينقد هو الذي لا يعمل، ومن خاف من السقوط لم يصعد، والأزمة تلد الهمة، والاحتكاك يولد الحرارة، وفي الناس من خلق للعمل، وفيهم من خلق للكلام، فكونوا من الفئة الأولى، ولا تكونوا من الفئة الثانية.
عاشرا:
أمانة الآباء في أيديكم لتسلموها إلى أبنائكم، كما تسلمتموها كاملة غبر منقوصة، فإن الله يأمركم أن تودوا الأمانات إلى أهلها، فاحملوا الأمانة في صدوركم ودافعوا عنها بسواعدكم، ولا تجعلوها في أرجلكم رقصا، أو شطحا. فرب رقصة أسقطت صاحبها في شر هوة سحيقة لا قرار لها. ورب مختلس خان الثقة، فسوّد وجه قومه وأبيه قبل أن يسوّد وجهه. واذكروا محاسن أجدادكم لا مفتخرين بل متمثلين، ولا مدعين بل واعين، وأشيعوا فضائلهم بينكم، حتى تتوحد القلوب، وتعمر الجيوب.
وانظروا إلى الحياة بعينين فاحصتين لا يبهرهما الضوء فتغشيان وتعمشان، ولا يغمضهما النور فتنغلقان وتظلمان.
إن روائح الجنة في الشباب، وخير الشباب من يقول عن الكأس إنها نصف ممتلئة فلا تيأسوا من روح الله، إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.
شباب قنع لا خير فيهم وبورك في الشباب الطامحينا، لا الطامعينا
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
وفقكم الله، وسدد في طريق الحق خطاكم، وجعل الحنة مثواكم.
الداعي لكم بالخير: محمد صالح ناصر