"الاباضية و المعتزلة" يكاد يتفق المؤرخون ويجمع الدارسون للفكر الاسلامي على ان التطابق الفكري والاتفاق حول اصول العقيدة حاصل بين الاباضية و المعتزلة في اغلبية ارائهم سواء المتعلقة باصول العقيدة او الكلام او السياسة وفي كثير من الاحيان يؤدي هذا التقارب الى عدم التمييز بين الفرقتين وهذاماجعل المؤرخ البكري يصف الاباضية بالمعتزلة وسماهم الواصليةالاباضية. اماابن تميمة فيصف المعتزلة انهم مغانيث الخوارج ذلك ان واصل بن عطا وافق الخوارج في تخليد اصحاب الكبائر في النار اذا ماتوا و لم يتوبوا. اقتبست هذا النص من كتاب الفكر السياسي عند الاباضية وارجو انكم استفدتم منه.
3 مشترك
الاباضية والمعتزلة
amina.b- وسام الوفاء
- عدد المساهمات : 81
تاريخ التسجيل : 04/01/2010
العمر : 30
الموقع : بريان
- مساهمة رقم 1
الاباضية والمعتزلة
????- زائر
- مساهمة رقم 2
رد: الاباضية والمعتزلة
السلام
إنَّ الإباضية في عقيدتها تكاد تتطابق مع عقيدة المعتزلة، إنَّ التراث الإباضي يتحدَّث عن مناظرات إباضية اعتزالية منذ وقت مبكِّر، وذلك عهد أبي عبيدة مسلم ابن كريمة (ت 150هـ/ 767م) الذي ناظر واصل بن عطاء وأفحمه ويبدو أنَّ ذلك تم مع بداية ظهور الاعتزال في النصف الأول من القرن الثاني الهجري، كما أنَّ تيهرت الرستمية في المغرب الإسلامي شهدت مناظرات بين الإباضية والمعتزلة على نهر مينة، كانت الحجة فيها للإباضية على حساب المعتزلة الواصلية، بل إنَّ الإباضية استطاعت في القرن الخامس الهجري (11م) أن تقنع المجتمع الميزابي في الجزائر وكان آنئذ معتزلياً واصليا، على اعتناق المذهب الإباضي وكان لها ذلك
لقد كانت هناك فروق بين الإباضية والمعتزلة، على الأقل حتى القرن الخامس الهجري / 11م... ثم تطابقت العقيدتان تقريباً بعد ذلك أو لنقل إنَّ زوال المعتزلة الواصلية، جعلنا نعتقد أن هناك تطابقا بين المذهبين، ولعلَّ تلك الخلافات والمناظرات التي كانت في القرنين الثاني والثالث للهجرة/ الثامن والتاسع للميلاد، هي من نوع الاختلافات والفروق الموجودة بين فرق المعتزلة العديدة نفسها.
إنَّ الذي يهمنا هنا هو أنَّ الإباضية مثل المعتزلة في مسألة صفات الله سبحانه وتعالى، وأنها هي عين ذاته ويؤوِّلون الصفات الخبرية بحيث لا تؤدِّي إلى التجسيم من مثل يد الله، وجه الله، والاستواء... وكالمعتزلة في أنَّ القرآن مخلوق، وأنَّ الله جلَّ وعلا لا يُرى دنيا ولا أخرى، وأنـَّه صادق في وعيده مثل صدقه في وعده، وهو ما يترتَّب عليه خلود أهل الكبائر في النار إن دخلوها ولا تنفعهم شفاعة الشَّافعين، وأنَّ محمد –صلى الله عليه و سلم- سوف لن يشفع فيهم لأنـَّهم ليسوا أهلا لتلك الشفاعة، وأخيراً كالمعتزلة لا تأخذ الإباضية بخبر الواحد في العقائد لأنـَّه ظنيُّ الثبوت، والعقيدة لا تؤخذ إلاَّ من أدلة يقينية لا شبهة فيها.
إذن، لقد كانت المعتزلة مثل الإباضية في العقائد، وكانت الإباضية مثل المعتزلة، وإنَّ هذه الأخيرة، لم تكن مثل الإباضية في التقية والكتمان، بل جاهرت منذ البداية بفكرها وأصولها، ووجدت من الخلفاء من آمن بها واعتنقها، بل وجعلها المذهب الرسميَّ للدولة، وحماها وخوَّل لها من السلطة ما لم تقدِّر قيمته في اعتقادي، فتعسَّفت في الحكم، وأجبرت العامَّة على أمور أنى لها فهمَها، وأقحمت نفسها وقطعاً كبيراً من العلماء في صراع وجدال عنيفين، ركَّزت على مسألة خلق القرآن بالذات، وربما هي المسألة الأكثر تجريداً في فكر المعتزلة، وبالتالي الأكثر تعقيداً والأصعب استيعاباً عند العامَّة، لذلك فشلت فشلاً ذريعاً، وانقلب السيف والسوط اللذين كانا في يد وزرائها وقضاتها، إلى أيدي غيرهم ممن خلفوهم في مراكزهم العليا في الخلافة العباسية أيَّام المتوكل (232-247هـ) ومن جاء بعده، وانقلبت المحنة منهم عليهم، فلوحقوا وسجنوا، وشوِّهت سيرتهم وأصولهم فيما كتب بعد تلك المحنة.
إنَّ الذي أصاب المعتزلة من المحنة والتعصُّب ضدَّها وضدَّ فكرها بما كسَبَ رجالها لما كانوا في السلطة، أصاب الإباضية بمثله دون أن يكون لها ضلع في ذلك التعسُّف وتلك المحنة، تماماً مثلما لم يكن لها ضلع فيما اقترفته الخوارج الغلاة من الآثام ونسب إليها بالتبع.
فالعداء لمعتقدات المعتزلة لم يطل المعتزلة لوحدها، بل تعدَّاه إلى الإباضية لأنـَّها تحمل نفس العقيدة، وما كُتب عن المعتزلة من ردود كان ضدَّ الإباضية بالتبع، ومن تعصَّب لسلفية أو مجسِّمة ومشبِّهة كان تعصُّبه ضدَّ الإباضية، لأنَّ حامل العقيدة التي تشبه المعتزلة المنقرضة اليوم هم الإباضية لا غير.
فإذا كانت المعتزلة قد انقرضت، وانتهى أتباعها إلى الزوال، بسبب ما ارتُكب ضدَّها من عنف من جهة، وبسبب ما ارتكبته هي الأخرى من عنف ضدَّ معارضيها من جهة أخرى، فإنَّ الإباضية بعقيدتها شبه المطابقة لعقيدة المعتزلة، أصبحت هي المستهدفة، وكانت بالأمس تعيش التقية، أمَّا في العقود الأخيرة فإنـَّها أسفرت عن كتبها وعلمائها، لذلك أُلتفِت إليها واهتمَّ الدارسون بأصولها وفروعها وتاريخها، وكأنَّهم رأوا فيها وارثة الفكر المعتزلي، ومن هنا جاءها التشويه، ليس لأنـَّها ارتكبت جرماً أو تعسُّفا، وإنما لأنـَّها تحمل فكراً يذكِّر بفكر المعتزلة ومحنتهم وتعسُّفهم.
لقد ظلَّ الفكر المعتزلي، عند من يعرف قيمة الفكر في الإسلام، قمَّة في العقل والاحتجاج به، دون أن يُعدموا الحجَّة بالنقل، فإن أخطات المعتزلة في استعمال السلطة، فإنها لم تخطئ أبداً في استعمال العقل وتوظيفه في الفكر. وهنا نتساءل ما ذنب الإباضية بعد ذلك إذا كانت لم تشارك فيما أخطأت فيه المعتزلة، لأنـَّها كانت هادئة رزينة تمارس تقيتها عقلاً وديناً، وإنما شارَكتْها فيما امتدحت فيه وهو الاحتجاج بالعقل، والثورة الفكرية المبدعة؟
إنَّ الإباضية لما كانت المعتزلة تتعسَّف، كانت هي منهمكة بإقامة دولها في المشرق والمغرب، تريد الخروج من تقيَّتها، وكتب لها أن تستمرَّ وتخلد ويستمرَّ معها ويخلد فكرُها الأصولي الذي شوَّهه المعتزلة بتعسُّفهم، فأصاب الإباضية من ذلك التشويه ما لا تزال آثاره إلى اليوم.
مقتبس من مشوهات الإباضية د. إبراهيم بحاز
ولكن ما عابه الاباضية على المعتزلة غلوهم في تقديم العقل على النقل
فالحسن عندهم ما حسّنه العقل والقبيح ما قبّحه العقل
وعندنا وعند أصحاب السنة والجماعة -لا أدري ان كان اسما على مسمى أو لا-
فالحسن عندهم ما حسّنه الشرع والقبيح ما قبّحه الشرع
إنَّ الإباضية في عقيدتها تكاد تتطابق مع عقيدة المعتزلة، إنَّ التراث الإباضي يتحدَّث عن مناظرات إباضية اعتزالية منذ وقت مبكِّر، وذلك عهد أبي عبيدة مسلم ابن كريمة (ت 150هـ/ 767م) الذي ناظر واصل بن عطاء وأفحمه ويبدو أنَّ ذلك تم مع بداية ظهور الاعتزال في النصف الأول من القرن الثاني الهجري، كما أنَّ تيهرت الرستمية في المغرب الإسلامي شهدت مناظرات بين الإباضية والمعتزلة على نهر مينة، كانت الحجة فيها للإباضية على حساب المعتزلة الواصلية، بل إنَّ الإباضية استطاعت في القرن الخامس الهجري (11م) أن تقنع المجتمع الميزابي في الجزائر وكان آنئذ معتزلياً واصليا، على اعتناق المذهب الإباضي وكان لها ذلك
لقد كانت هناك فروق بين الإباضية والمعتزلة، على الأقل حتى القرن الخامس الهجري / 11م... ثم تطابقت العقيدتان تقريباً بعد ذلك أو لنقل إنَّ زوال المعتزلة الواصلية، جعلنا نعتقد أن هناك تطابقا بين المذهبين، ولعلَّ تلك الخلافات والمناظرات التي كانت في القرنين الثاني والثالث للهجرة/ الثامن والتاسع للميلاد، هي من نوع الاختلافات والفروق الموجودة بين فرق المعتزلة العديدة نفسها.
إنَّ الذي يهمنا هنا هو أنَّ الإباضية مثل المعتزلة في مسألة صفات الله سبحانه وتعالى، وأنها هي عين ذاته ويؤوِّلون الصفات الخبرية بحيث لا تؤدِّي إلى التجسيم من مثل يد الله، وجه الله، والاستواء... وكالمعتزلة في أنَّ القرآن مخلوق، وأنَّ الله جلَّ وعلا لا يُرى دنيا ولا أخرى، وأنـَّه صادق في وعيده مثل صدقه في وعده، وهو ما يترتَّب عليه خلود أهل الكبائر في النار إن دخلوها ولا تنفعهم شفاعة الشَّافعين، وأنَّ محمد –صلى الله عليه و سلم- سوف لن يشفع فيهم لأنـَّهم ليسوا أهلا لتلك الشفاعة، وأخيراً كالمعتزلة لا تأخذ الإباضية بخبر الواحد في العقائد لأنـَّه ظنيُّ الثبوت، والعقيدة لا تؤخذ إلاَّ من أدلة يقينية لا شبهة فيها.
إذن، لقد كانت المعتزلة مثل الإباضية في العقائد، وكانت الإباضية مثل المعتزلة، وإنَّ هذه الأخيرة، لم تكن مثل الإباضية في التقية والكتمان، بل جاهرت منذ البداية بفكرها وأصولها، ووجدت من الخلفاء من آمن بها واعتنقها، بل وجعلها المذهب الرسميَّ للدولة، وحماها وخوَّل لها من السلطة ما لم تقدِّر قيمته في اعتقادي، فتعسَّفت في الحكم، وأجبرت العامَّة على أمور أنى لها فهمَها، وأقحمت نفسها وقطعاً كبيراً من العلماء في صراع وجدال عنيفين، ركَّزت على مسألة خلق القرآن بالذات، وربما هي المسألة الأكثر تجريداً في فكر المعتزلة، وبالتالي الأكثر تعقيداً والأصعب استيعاباً عند العامَّة، لذلك فشلت فشلاً ذريعاً، وانقلب السيف والسوط اللذين كانا في يد وزرائها وقضاتها، إلى أيدي غيرهم ممن خلفوهم في مراكزهم العليا في الخلافة العباسية أيَّام المتوكل (232-247هـ) ومن جاء بعده، وانقلبت المحنة منهم عليهم، فلوحقوا وسجنوا، وشوِّهت سيرتهم وأصولهم فيما كتب بعد تلك المحنة.
إنَّ الذي أصاب المعتزلة من المحنة والتعصُّب ضدَّها وضدَّ فكرها بما كسَبَ رجالها لما كانوا في السلطة، أصاب الإباضية بمثله دون أن يكون لها ضلع في ذلك التعسُّف وتلك المحنة، تماماً مثلما لم يكن لها ضلع فيما اقترفته الخوارج الغلاة من الآثام ونسب إليها بالتبع.
فالعداء لمعتقدات المعتزلة لم يطل المعتزلة لوحدها، بل تعدَّاه إلى الإباضية لأنـَّها تحمل نفس العقيدة، وما كُتب عن المعتزلة من ردود كان ضدَّ الإباضية بالتبع، ومن تعصَّب لسلفية أو مجسِّمة ومشبِّهة كان تعصُّبه ضدَّ الإباضية، لأنَّ حامل العقيدة التي تشبه المعتزلة المنقرضة اليوم هم الإباضية لا غير.
فإذا كانت المعتزلة قد انقرضت، وانتهى أتباعها إلى الزوال، بسبب ما ارتُكب ضدَّها من عنف من جهة، وبسبب ما ارتكبته هي الأخرى من عنف ضدَّ معارضيها من جهة أخرى، فإنَّ الإباضية بعقيدتها شبه المطابقة لعقيدة المعتزلة، أصبحت هي المستهدفة، وكانت بالأمس تعيش التقية، أمَّا في العقود الأخيرة فإنـَّها أسفرت عن كتبها وعلمائها، لذلك أُلتفِت إليها واهتمَّ الدارسون بأصولها وفروعها وتاريخها، وكأنَّهم رأوا فيها وارثة الفكر المعتزلي، ومن هنا جاءها التشويه، ليس لأنـَّها ارتكبت جرماً أو تعسُّفا، وإنما لأنـَّها تحمل فكراً يذكِّر بفكر المعتزلة ومحنتهم وتعسُّفهم.
لقد ظلَّ الفكر المعتزلي، عند من يعرف قيمة الفكر في الإسلام، قمَّة في العقل والاحتجاج به، دون أن يُعدموا الحجَّة بالنقل، فإن أخطات المعتزلة في استعمال السلطة، فإنها لم تخطئ أبداً في استعمال العقل وتوظيفه في الفكر. وهنا نتساءل ما ذنب الإباضية بعد ذلك إذا كانت لم تشارك فيما أخطأت فيه المعتزلة، لأنـَّها كانت هادئة رزينة تمارس تقيتها عقلاً وديناً، وإنما شارَكتْها فيما امتدحت فيه وهو الاحتجاج بالعقل، والثورة الفكرية المبدعة؟
إنَّ الإباضية لما كانت المعتزلة تتعسَّف، كانت هي منهمكة بإقامة دولها في المشرق والمغرب، تريد الخروج من تقيَّتها، وكتب لها أن تستمرَّ وتخلد ويستمرَّ معها ويخلد فكرُها الأصولي الذي شوَّهه المعتزلة بتعسُّفهم، فأصاب الإباضية من ذلك التشويه ما لا تزال آثاره إلى اليوم.
مقتبس من مشوهات الإباضية د. إبراهيم بحاز
ولكن ما عابه الاباضية على المعتزلة غلوهم في تقديم العقل على النقل
فالحسن عندهم ما حسّنه العقل والقبيح ما قبّحه العقل
وعندنا وعند أصحاب السنة والجماعة -لا أدري ان كان اسما على مسمى أو لا-
فالحسن عندهم ما حسّنه الشرع والقبيح ما قبّحه الشرع
K.Rachid- وسام التميز
- عدد المساهمات : 272
تاريخ التسجيل : 16/01/2010
العمر : 32
الموقع : بريان
- مساهمة رقم 3
رد: الاباضية والمعتزلة
السلام عليك الأخت أمينة
شكرا على الموضوع الحساس
ننتظر منك المزيد
بارك الله فيك
شكرا على الموضوع الحساس
ننتظر منك المزيد
بارك الله فيك
amina.b- وسام الوفاء
- عدد المساهمات : 81
تاريخ التسجيل : 04/01/2010
العمر : 30
الموقع : بريان
- مساهمة رقم 4
رد: الاباضية والمعتزلة
السلام عليكم
شكرا على المرور والرد الاجمل
saliho- عضو جديد
- عدد المساهمات : 5
تاريخ التسجيل : 25/01/2010
- مساهمة رقم 5
رد: الاباضية والمعتزلة
بسم الله
ذكرت أختي آمنة في موضوعك مسألة التقية
الرجاء توضيح تلك المسألة
لك الشكر سلفا
ذكرت أختي آمنة في موضوعك مسألة التقية
الرجاء توضيح تلك المسألة
لك الشكر سلفا