Conscience et Inconscience
الشعور Conscienceهو حدس نفسي يطلعنا على أحوالنا النفسية من دون واسطة خارجية ، أوهو وعي الذات بما يجري داخلها من أفعال و انفعالات
الإشكال/ هل الشعور أساس الحياةالنفسية ؟
ا- النظرية الكلاسيكية / يمثلها الفيلسوف الفرنسي ديكـارت. R.Descartes (1596-1650) صاحب الاتجاه العقليالذي جعل من الشعور أساسا للحياة النفسية و ما لا نشعر به كما يرى فهو ليس منا والدليل على ذلك :أن الانسان ثنائية جسم ونفس ، وأن النفس لا تنقطع عن التفكير إلا إذا تلاشى وجودها فهي تشعر بكل ما يجريداخلها أحوال و انفعالات ما عدى أفعال الجسم الآلية كالدورة الدموية و انقسامالخلايا و نبضات القلب و حركة الرئتين ... يقول لا يوجد حياة نفسية خارج الروح الاالحياة الفيزيولوجية ، و ما دام الإنسان ذات مفكرة فهو ذات شاعرة تعي وجودها يقول " أنا أفكر فأنا إذن موجود" Je pense donc je suis » إن اللاشعور مرفوض من الناحية المنطقية على اساس اننا لانستطيع أن نجمع بين متناقضين ، عقل لا يعقل ، و نفس لا تشعر، إضافة الى ذلك أننا لايمكن البرهنة على اللاشعور بالحواس لأنه نفسي و لا بالعقل لأنه لا شعوري ، فليس منالمعقول أن نبرهن على شيئ و نحن لا نشعر به ، و ذهب البعض الى القول (كل ما هو فكريواقعي و كل ما هو واقعي فكري )، و هذا يعني أن اللاشعور ما دام غير فكري فهو غيرواقعي .النقد/ لو كنا نشعر بكل مايجري داخلنا و نعي أسباب جميع أفعالنا فلما نغفل عن أخطاء تافهة لا ندري كيف وقعنافيها ،و لا ندري أحيانا لما نحب فلان و نبغض فلان ففي نفوسنا نزوات خفية لا نعرفمصدرها و كم من ظاهرة تحدث أمامنا تفلت عن مجال شعورنا كهدير البحر الذي نشعربه ككلو لا نشعر به كأمواج جزئية ، و كذلك الفعل تحت تأثير العادة كما قال لايبنتز Leibnitz يصبح لاشعوريا و الاصح أن نقول كل ما هو فكري واقعي ، و بعض ما هو واقعيفكري لأن الكلية الموجبة تعكس الى جزئية إذن التسليم بفرضية اللاشعور له ما يبرره.
اللاشعورL'inconscience هو الجانبالمظلم و العميق من النفس ، فيه تسجن الرغبات المكبوتة ، و منه تنطلق النشاطاتالخفية التي على الحياة النفسية عند المرضى و الأسوياء على حدسواء
لقد ازدهرت الدراساتالتجريبية في اثبات اللاشعور على يد أطباء نفسانيين مثل ليبول و برنهايم إثرمعالجتهم لمرض الهيستريا Hysterie عن طريق التنويم المغناطيسي Hypnose، فعلموا انالهيستريا مرض نفسي و ليس عضوي و هو عبارة عن اضطرابات عقلية و بدنية تعود في أصلهاالى دوافع لاشعورية لا يدركها المريض ، و اذا أخرجت الرغبة المكبوتة من ساحةاللاشعور الى ساحة الشعور زالت الأعراض المرضية ، وة أحسن مثال على ذلك مريضةالدكتور جوزيف بروير J.Broyer كانت فتاة ذكية في سن 21 ظهرت عليها سلسلة منالاضطرابات الجسمية و الذهنية متراوحة في الخطورة ، فتشنجت يدها و رجلها اليمنيانمع فقدان الإحساس ، و سعال عصبي شديد ، و عيف لكل طعام ، و عدم القدرة على الشربعدة أسابيع رغم العطش الشديد ، و كانت تصاب أحيانا بحالات غيبوبة و هذيان ، تتلفظفيهما ببعض الكلمات التي ترجع الى انشغالات قديمة ، فنومها برويرBroyer J. تنويمامغناطيسيا ، و طلب منها إعادة تلك الكلمات ، فبدأت تشتكي من مربيتها التي لم تكنتحبها ، ففلما طلبت منها ذات يوم كأس ماء ، أعطتها الكأس الذي شرب منه *** هذهالأخيرة ، و هو حيوان مقيت ، و لم تقل شيئا بمقتضى اللياقة ، فخيل إليها أنها شربتلعاب ال*** ، و بعد الانتهاء من السرد أضهرت غضبها بعنف بعدما بقي مكظوما أنذاك ،ثم طلبت الشراب فشربت كمية كبيرة من الماء ، و أفاقت من التنويم و الكأس بين شفتيها، فكان الاضطراب قد زال إلى الأبدسيجموند فرويد S.Freud و أدلته في إثبات اللاشعور (1856-1939)هو عالم نفساني نمساوي مختص في الأمراض العقلية من اهم مؤلفاته – مقدمة في التحليل النفسي – تفسير الاحلام- لقد علم فرويد من تجارب برويرBroyer والسابقين ان أن سلوك المنوم واقعي لكنه لاشعوري ، الا أنه قلل من اهمية التنويمالمغناطيسي لعدة اسباب منها ان المرض يعود للمريض من جديد بعد فترة ، و أن بعضالاشخاص يبدون مقاومة شديدة يصعب تنويمهم ، فوضع طريقة جديدة تدعى التحليل النفسي Psychanalyse ، التي تقوم على الحوار و التداعي الحر للافكار بعد الاسئلة التي تطرحعلى المريض و المتعلقة باحلامه و ميوله و رغباته و ذكرياته ..بهدف إخراج الرغباتالمكبوتة في اللاشعور فيصارعها من جديد الى غاية أن تزول الاعراض المرضية ، أماأدلة وجود اللاشعور تتمثل فياالأحـــــلام Les Rêves :ان الرغبات التي لم تجدالنور في الواقع ، تجد مخرج في الحلم نظرا لزوال مراقبة الأنا الأعلى ، ان الرغبةاللاشعورية التي تبعث الحلم يسميها بالمحتوى الكامن الذي يتحول الى محتوى ظاهر كمايراه الحالم ، ثم يتذكره فيما بعد عن طريق مفعول الحلم ، كما يكشف الحلم عن عنالمتاعب النفسية التي يعاني منها النائم في حياته اليومية و الناجمة عن تأثيرالميول و الرغبات ، و من ثمة الأمثلة أن امرأة ترى نفسها في الحلم ترتدي لباسااسودا لأنها ترغب في وفاة زوجها المسن ؛تى تعيد الزواج بشاب يسعدها ، وأخرى ترى فيالحلم أنها ترتدي فستان أبيض مما يعكس رغبتها في الزواج ، و اخرى ترغب في إنجاب ولدفترى نفسها في الحلم تدخن..الخالنسيان L'Oublie : وراءهرغبات مكبوتة ، فنحن نميل الى نسيان الأمور التي لا نرغب فيها ، و تجرح كبرياءنا ،حيث يروي فرويد عن نفسه أنه نسي ذات يوم اسم مريضته لأنه عجز عن تشخيص مرضها ، وعندما ننسى إحضار شيئ وعدنا به زميلنا فهذا كراهيتنا لانجاز الوعد /فلتات اللسانو زلات القلم و خطا الادراك ،مرتبطة كلها بالدوافع اللاشعورية ،فالخطأ يدل علىميلنا الحقيقي ، فعندما ننادي شخصا بغير اسمه فهذا دليل على عدم رغبتنا فيه ، ويروى عن رئيس برلمان النمسا أنه لما دخل القاعة قال – يشرفني أن أعلن عن رفعالجلسة- بدل افتتاح الجلسة وهكذا يكون قد عبر لاشعوريا عن عدم ارتياحه لنتائجالجلسة/ الإعــــــلاء : هو بروز الطاقة اللاشعورية في ميادين سامية كالفن والمعرفة ، فما لم يتحقق في الواقع يتحقق في الرسم و الموسيقى و الشعر و الاكتشافالعلمي ، و نحن أيضا قد نصل الى نتائج و حلول بطريقة حدسية لا يمكن ردها الىالشعور/ التقمص ،عندما يرى الشخص ذاته غير مهمة في نظر الغير يلجأ لاشعوريا الى تقمص شخصية ذات اثر أيقلدها في طريقة الكلام و الحركات ، و الملامحالخارجية حتى يجلب الاهتمامالنكت Les Blagues : الإنسان و هو يسخر وينكت يكون قد تحلل من قيود آداب الحديث ، لذا تجد الرغبات المكبوتة منفذا للخروج ،كما تجعل النكتة الواقع الذي اعترض رغباتنا محل ضحك و سخرية الإسقــــاط / فنحننميل الى تبرير أفعالنا بانها مشروعة لأنها متواجدة عند الجميع ، فالغشاش يرى جميعالناس غشاشين ، والأناني يرى جميع الناس أنانيين ، و يتحول المحظور الى مباح،بطريقة لاشعوريةيقول فرويد ( إناللاشعور فرضية لازمة و مشروعة لتفسير الكثير من الأفعال الي لا تتمتع بشهادةالشعور ، سواء عند الأسوياء أو المرضى على حد سواء) و يقسم فرويد الجهــــاز النفسي الى قوى ثلاثة ينتج عنالعلاقة بينهما إما التوازن أو الاختلال في الحياة النفسية ، و ما يترتب عنها منأفعال و ردود أفعال القوى هي 1- الهو Le Soi مستودع الطاقة الغريزية ، يسير وفقمبدأ اللذة ، لذا فهو غير أخلاقي و غير منطقي 2- الانا الأعلىMoi Superieure و هوالجانب الأخلاقي الذي يتكون بالتربية منة خلال سلطة الوالدين و ما تقتضيه القوانينالاجتماعية و المعتقدات السائدة ، انه قوة قمعية تقف أمام متطلبات الهو اللامحدودة 3- الأناLe Moiهو الساحة التي يحتدم فيها الصراع بين الهو و الاناالأعلى ، فيستمد الأنا طاقته من الهو لكن يستقل عنه لأنه يراعي الواقع في اشباعرغباته ، فينشأ ما يسمى بالكبت Le Refoulement ، و الرغبة المكبوتة تستقر فياللاشعور و تبقى حية محتفظة بكل طاقتها تؤثر باستمرار على الحياة النفسية و علىالسلوك ، و كلما وجدت منفذا للخروج لا تتردد في ذلك فتتجلى احيانا في أحلام اليقظةأو احلام النوم ، أو في خطأ الادراك أو في الاعراض المرضيةو يرد فرويد جميع دوافع الانسان و رغباته الى غريزتين هماغريزة الحياة أو الغريزة الجنسية الليبيدو تجعل الانسان يقوم بسلوكات ايجابية فهيمصدر كل لذة و محبة و حنان و صداقة و وفاء ، و لا تقتصر فقط على التناسل و التكاثر، و هناك غريزة الموت التي تظهر في السلوك التخريبي و الهدم كما نجده عند الطفلالذي يكسر لعبه ، أ و العدوان على الغير و حتى على النفس كما في انتحار ، و دورالمجتمع هو تغليب وظيفة الباء في الإنسان على وظيفة التخريب .نقد و تقييم / لا ينكر أحد النتائج الايجابية التيحققها فرويد بواسطة التحليل النفسي ، فكشف لنا عن غرفة مظلمة في أعماق النفسالبشرية ، و فك أسرارها ، و تمكن من تفسير الكثير من الأفعال الغامضة و معالجةالمصابين بالعقد السيكولوجية و الامراض النفسية ، لكن ما يعاب عليه أنه بالغ في جعلمن اللاشعور مفتاحا لكل لغز ، و ان الغريزة الجنسية – Libido ، علة العلل لجميعمشكلات النفس البشرية ، و الصحيح أن الغريزة الجنسية دافع يضاف الى بقية الدوافعالتي تؤثر في السلوك كدافع السيطرة و الاجتماع و حب الحقيقة و غيرهــــــــــا لذلكلم يرجع آدلر Adler أساس اللاشعور الى الليبيدو ، بل رده الى الشعور بالنقص والرغبة في التعويض ، أما كارل يونغ K.Young فقد عارض هو الاخر أستاذه فرويد ، و راىأن الليبيدو يؤثر على الطبع المنطوي و لا يقوى على المنبسط لاهتمامه بالعالمالخارجي فالحاجة الى السيطرة يجب أن تضاف أيضا الى النظرية الجنسية . و هناك من رفضفرضية اللاشعور اطلاقا مثل الطبيب العقلي النمساوي ستيكال Stekel يقول ( لا أومنباللاشعور ، لقد آمنت به في مرحلتي الأولى ، و لكن بعد تجاربي التي دامت ثلاثين سنةوجدت أن كل الافكار المكبوتة انما هي تحت شعورية ، و أن المرضى يخافون دائما منرؤية الحقيقـــــــــــــة ) (ج-ف)
خلاصة/ الحياة النفسية مركبة منشعور و لا شعور ، فالسلوك الذي نعجز عن تفسيره بواسطة الشعور نضطر الى تفسيرهبواسطة اللاشعور حتى يكون له دلالة و معنىبالتوفيق ان شاء الله
الإشكال/ هل الشعور أساس الحياةالنفسية ؟
ا- النظرية الكلاسيكية / يمثلها الفيلسوف الفرنسي ديكـارت. R.Descartes (1596-1650) صاحب الاتجاه العقليالذي جعل من الشعور أساسا للحياة النفسية و ما لا نشعر به كما يرى فهو ليس منا والدليل على ذلك :أن الانسان ثنائية جسم ونفس ، وأن النفس لا تنقطع عن التفكير إلا إذا تلاشى وجودها فهي تشعر بكل ما يجريداخلها أحوال و انفعالات ما عدى أفعال الجسم الآلية كالدورة الدموية و انقسامالخلايا و نبضات القلب و حركة الرئتين ... يقول لا يوجد حياة نفسية خارج الروح الاالحياة الفيزيولوجية ، و ما دام الإنسان ذات مفكرة فهو ذات شاعرة تعي وجودها يقول " أنا أفكر فأنا إذن موجود" Je pense donc je suis » إن اللاشعور مرفوض من الناحية المنطقية على اساس اننا لانستطيع أن نجمع بين متناقضين ، عقل لا يعقل ، و نفس لا تشعر، إضافة الى ذلك أننا لايمكن البرهنة على اللاشعور بالحواس لأنه نفسي و لا بالعقل لأنه لا شعوري ، فليس منالمعقول أن نبرهن على شيئ و نحن لا نشعر به ، و ذهب البعض الى القول (كل ما هو فكريواقعي و كل ما هو واقعي فكري )، و هذا يعني أن اللاشعور ما دام غير فكري فهو غيرواقعي .النقد/ لو كنا نشعر بكل مايجري داخلنا و نعي أسباب جميع أفعالنا فلما نغفل عن أخطاء تافهة لا ندري كيف وقعنافيها ،و لا ندري أحيانا لما نحب فلان و نبغض فلان ففي نفوسنا نزوات خفية لا نعرفمصدرها و كم من ظاهرة تحدث أمامنا تفلت عن مجال شعورنا كهدير البحر الذي نشعربه ككلو لا نشعر به كأمواج جزئية ، و كذلك الفعل تحت تأثير العادة كما قال لايبنتز Leibnitz يصبح لاشعوريا و الاصح أن نقول كل ما هو فكري واقعي ، و بعض ما هو واقعيفكري لأن الكلية الموجبة تعكس الى جزئية إذن التسليم بفرضية اللاشعور له ما يبرره.
اللاشعورL'inconscience هو الجانبالمظلم و العميق من النفس ، فيه تسجن الرغبات المكبوتة ، و منه تنطلق النشاطاتالخفية التي على الحياة النفسية عند المرضى و الأسوياء على حدسواء
لقد ازدهرت الدراساتالتجريبية في اثبات اللاشعور على يد أطباء نفسانيين مثل ليبول و برنهايم إثرمعالجتهم لمرض الهيستريا Hysterie عن طريق التنويم المغناطيسي Hypnose، فعلموا انالهيستريا مرض نفسي و ليس عضوي و هو عبارة عن اضطرابات عقلية و بدنية تعود في أصلهاالى دوافع لاشعورية لا يدركها المريض ، و اذا أخرجت الرغبة المكبوتة من ساحةاللاشعور الى ساحة الشعور زالت الأعراض المرضية ، وة أحسن مثال على ذلك مريضةالدكتور جوزيف بروير J.Broyer كانت فتاة ذكية في سن 21 ظهرت عليها سلسلة منالاضطرابات الجسمية و الذهنية متراوحة في الخطورة ، فتشنجت يدها و رجلها اليمنيانمع فقدان الإحساس ، و سعال عصبي شديد ، و عيف لكل طعام ، و عدم القدرة على الشربعدة أسابيع رغم العطش الشديد ، و كانت تصاب أحيانا بحالات غيبوبة و هذيان ، تتلفظفيهما ببعض الكلمات التي ترجع الى انشغالات قديمة ، فنومها برويرBroyer J. تنويمامغناطيسيا ، و طلب منها إعادة تلك الكلمات ، فبدأت تشتكي من مربيتها التي لم تكنتحبها ، ففلما طلبت منها ذات يوم كأس ماء ، أعطتها الكأس الذي شرب منه *** هذهالأخيرة ، و هو حيوان مقيت ، و لم تقل شيئا بمقتضى اللياقة ، فخيل إليها أنها شربتلعاب ال*** ، و بعد الانتهاء من السرد أضهرت غضبها بعنف بعدما بقي مكظوما أنذاك ،ثم طلبت الشراب فشربت كمية كبيرة من الماء ، و أفاقت من التنويم و الكأس بين شفتيها، فكان الاضطراب قد زال إلى الأبدسيجموند فرويد S.Freud و أدلته في إثبات اللاشعور (1856-1939)هو عالم نفساني نمساوي مختص في الأمراض العقلية من اهم مؤلفاته – مقدمة في التحليل النفسي – تفسير الاحلام- لقد علم فرويد من تجارب برويرBroyer والسابقين ان أن سلوك المنوم واقعي لكنه لاشعوري ، الا أنه قلل من اهمية التنويمالمغناطيسي لعدة اسباب منها ان المرض يعود للمريض من جديد بعد فترة ، و أن بعضالاشخاص يبدون مقاومة شديدة يصعب تنويمهم ، فوضع طريقة جديدة تدعى التحليل النفسي Psychanalyse ، التي تقوم على الحوار و التداعي الحر للافكار بعد الاسئلة التي تطرحعلى المريض و المتعلقة باحلامه و ميوله و رغباته و ذكرياته ..بهدف إخراج الرغباتالمكبوتة في اللاشعور فيصارعها من جديد الى غاية أن تزول الاعراض المرضية ، أماأدلة وجود اللاشعور تتمثل فياالأحـــــلام Les Rêves :ان الرغبات التي لم تجدالنور في الواقع ، تجد مخرج في الحلم نظرا لزوال مراقبة الأنا الأعلى ، ان الرغبةاللاشعورية التي تبعث الحلم يسميها بالمحتوى الكامن الذي يتحول الى محتوى ظاهر كمايراه الحالم ، ثم يتذكره فيما بعد عن طريق مفعول الحلم ، كما يكشف الحلم عن عنالمتاعب النفسية التي يعاني منها النائم في حياته اليومية و الناجمة عن تأثيرالميول و الرغبات ، و من ثمة الأمثلة أن امرأة ترى نفسها في الحلم ترتدي لباسااسودا لأنها ترغب في وفاة زوجها المسن ؛تى تعيد الزواج بشاب يسعدها ، وأخرى ترى فيالحلم أنها ترتدي فستان أبيض مما يعكس رغبتها في الزواج ، و اخرى ترغب في إنجاب ولدفترى نفسها في الحلم تدخن..الخالنسيان L'Oublie : وراءهرغبات مكبوتة ، فنحن نميل الى نسيان الأمور التي لا نرغب فيها ، و تجرح كبرياءنا ،حيث يروي فرويد عن نفسه أنه نسي ذات يوم اسم مريضته لأنه عجز عن تشخيص مرضها ، وعندما ننسى إحضار شيئ وعدنا به زميلنا فهذا كراهيتنا لانجاز الوعد /فلتات اللسانو زلات القلم و خطا الادراك ،مرتبطة كلها بالدوافع اللاشعورية ،فالخطأ يدل علىميلنا الحقيقي ، فعندما ننادي شخصا بغير اسمه فهذا دليل على عدم رغبتنا فيه ، ويروى عن رئيس برلمان النمسا أنه لما دخل القاعة قال – يشرفني أن أعلن عن رفعالجلسة- بدل افتتاح الجلسة وهكذا يكون قد عبر لاشعوريا عن عدم ارتياحه لنتائجالجلسة/ الإعــــــلاء : هو بروز الطاقة اللاشعورية في ميادين سامية كالفن والمعرفة ، فما لم يتحقق في الواقع يتحقق في الرسم و الموسيقى و الشعر و الاكتشافالعلمي ، و نحن أيضا قد نصل الى نتائج و حلول بطريقة حدسية لا يمكن ردها الىالشعور/ التقمص ،عندما يرى الشخص ذاته غير مهمة في نظر الغير يلجأ لاشعوريا الى تقمص شخصية ذات اثر أيقلدها في طريقة الكلام و الحركات ، و الملامحالخارجية حتى يجلب الاهتمامالنكت Les Blagues : الإنسان و هو يسخر وينكت يكون قد تحلل من قيود آداب الحديث ، لذا تجد الرغبات المكبوتة منفذا للخروج ،كما تجعل النكتة الواقع الذي اعترض رغباتنا محل ضحك و سخرية الإسقــــاط / فنحننميل الى تبرير أفعالنا بانها مشروعة لأنها متواجدة عند الجميع ، فالغشاش يرى جميعالناس غشاشين ، والأناني يرى جميع الناس أنانيين ، و يتحول المحظور الى مباح،بطريقة لاشعوريةيقول فرويد ( إناللاشعور فرضية لازمة و مشروعة لتفسير الكثير من الأفعال الي لا تتمتع بشهادةالشعور ، سواء عند الأسوياء أو المرضى على حد سواء) و يقسم فرويد الجهــــاز النفسي الى قوى ثلاثة ينتج عنالعلاقة بينهما إما التوازن أو الاختلال في الحياة النفسية ، و ما يترتب عنها منأفعال و ردود أفعال القوى هي 1- الهو Le Soi مستودع الطاقة الغريزية ، يسير وفقمبدأ اللذة ، لذا فهو غير أخلاقي و غير منطقي 2- الانا الأعلىMoi Superieure و هوالجانب الأخلاقي الذي يتكون بالتربية منة خلال سلطة الوالدين و ما تقتضيه القوانينالاجتماعية و المعتقدات السائدة ، انه قوة قمعية تقف أمام متطلبات الهو اللامحدودة 3- الأناLe Moiهو الساحة التي يحتدم فيها الصراع بين الهو و الاناالأعلى ، فيستمد الأنا طاقته من الهو لكن يستقل عنه لأنه يراعي الواقع في اشباعرغباته ، فينشأ ما يسمى بالكبت Le Refoulement ، و الرغبة المكبوتة تستقر فياللاشعور و تبقى حية محتفظة بكل طاقتها تؤثر باستمرار على الحياة النفسية و علىالسلوك ، و كلما وجدت منفذا للخروج لا تتردد في ذلك فتتجلى احيانا في أحلام اليقظةأو احلام النوم ، أو في خطأ الادراك أو في الاعراض المرضيةو يرد فرويد جميع دوافع الانسان و رغباته الى غريزتين هماغريزة الحياة أو الغريزة الجنسية الليبيدو تجعل الانسان يقوم بسلوكات ايجابية فهيمصدر كل لذة و محبة و حنان و صداقة و وفاء ، و لا تقتصر فقط على التناسل و التكاثر، و هناك غريزة الموت التي تظهر في السلوك التخريبي و الهدم كما نجده عند الطفلالذي يكسر لعبه ، أ و العدوان على الغير و حتى على النفس كما في انتحار ، و دورالمجتمع هو تغليب وظيفة الباء في الإنسان على وظيفة التخريب .نقد و تقييم / لا ينكر أحد النتائج الايجابية التيحققها فرويد بواسطة التحليل النفسي ، فكشف لنا عن غرفة مظلمة في أعماق النفسالبشرية ، و فك أسرارها ، و تمكن من تفسير الكثير من الأفعال الغامضة و معالجةالمصابين بالعقد السيكولوجية و الامراض النفسية ، لكن ما يعاب عليه أنه بالغ في جعلمن اللاشعور مفتاحا لكل لغز ، و ان الغريزة الجنسية – Libido ، علة العلل لجميعمشكلات النفس البشرية ، و الصحيح أن الغريزة الجنسية دافع يضاف الى بقية الدوافعالتي تؤثر في السلوك كدافع السيطرة و الاجتماع و حب الحقيقة و غيرهــــــــــا لذلكلم يرجع آدلر Adler أساس اللاشعور الى الليبيدو ، بل رده الى الشعور بالنقص والرغبة في التعويض ، أما كارل يونغ K.Young فقد عارض هو الاخر أستاذه فرويد ، و راىأن الليبيدو يؤثر على الطبع المنطوي و لا يقوى على المنبسط لاهتمامه بالعالمالخارجي فالحاجة الى السيطرة يجب أن تضاف أيضا الى النظرية الجنسية . و هناك من رفضفرضية اللاشعور اطلاقا مثل الطبيب العقلي النمساوي ستيكال Stekel يقول ( لا أومنباللاشعور ، لقد آمنت به في مرحلتي الأولى ، و لكن بعد تجاربي التي دامت ثلاثين سنةوجدت أن كل الافكار المكبوتة انما هي تحت شعورية ، و أن المرضى يخافون دائما منرؤية الحقيقـــــــــــــة ) (ج-ف)
خلاصة/ الحياة النفسية مركبة منشعور و لا شعور ، فالسلوك الذي نعجز عن تفسيره بواسطة الشعور نضطر الى تفسيرهبواسطة اللاشعور حتى يكون له دلالة و معنىبالتوفيق ان شاء الله