الأعراس :
تقام الأعراس في دار عشيرة الزوج , و تتسم أعراس المزابيين , بأنها خالية تماما من الاختلاط بين النساء و الرجال , و أنها خالية من الانزلاقات الشرعية , الذي تتصف به الكثير من الأعراس في العالم الإسلامي للأسف , كما أن أعراس المزابيين تكون جماعية دائما , و هذا لرفع الحرج عن الفقراء من العرسان في تحمل مشقة نفقات العرس.
عيد الزيارة ، يَدَّر ، أو الربيع الأمازيغي :
عيد الزيارة هو عيد يستقبل فيه المزابيون فصل الربيع الجميل , و يشكرون فيه الله على نعمته طول الشتاء.
يخرج فيه المزابيون مع العزابة في الصباح الباكر و يطوفون حول المدينة تالين لدعاء معلوم و هو : " بسم الله يا الله يا رحمن ، يا رحيم يا الله و ارحمنا " , و داعين الله أن يحفظ مدينتهم من كل شر ، يزور المزابيون أثناء هذه الجولة الأماكن التاريخية للمدينة ، و يرافقهم عالم أو شيخ عارف ، حيث يقدم لهم شرحا وافيا حول تاريخ تلك الأماكن ، كما يقومون بزيارة مقابر المدينة ، العتيقة منها و الجديدة ، و يترحمون على الأموات .
هناك بعض الإستثناءات ، حيث تقام في بعض المدن المزابية نشاطات ثقافية متنوعة بالمناسبة ، يقدمها أعضاء الكشافة و مشاركون آخرون .
يكون غداء يوم الزيارة عادة غداء عائليا في بساتين المدينة .
تعتبر هذه هي الطريقة التي يحتفل المزابيون بها بالربيع الأمازيغي .
الزرابي التقليدية :
تنسج المزابيات نوعا جميلا من الزرابي ، و هو قديم ، كانت قديما تُنسج من وبر الجمال ، أو صوف الغنم ، ثم اقتصر نسجها على الصوف ، و تنسج الزرابي المزابية على المنسج التقليدي المزابي ، و تتعلم البنات النسج عليه في سن مبكرة .
يغلب على الزرابي المزابية اللون الأحمرالقاني المائل إلى البني و ترسم فوقه أشكال و رموز أمازيغية ذات أبعاد تاريخية و ثقافية و تراثية مختلفة ، وهذا هوالنوع السائد بمْزاب .
تقام لهذه الزربية في مزاب ، أعياد و مهرجانات خاصة ، إلى اليوم ، أشهرها : مهرجان الربيع للزربية المزابية بتغردايت ،و يقام كل عام بسوق المدينة.
اللباس التقليدي القومي المزابي :
إن أهم ما جعل الشعب المزابي الأصيل يظهر أمام باقي الشعوب هو تلك المجموعة من المميزات التي لا يمتلكها سواه , و منها بضع الخصائص الرئيسية التي ما فتئ المزابيون يدافعون عنها بكل ما أوتوا من قوة ضد تيارات الغرب المفسدة , و من مظاهر تمسك المزابيين بأصالتهم , لباسهم التقليدي , و الذي يواظب المزابيون على ارتدائه إلى يومنا هذا سواء في المناسبات أو غيرها , و عادة ما يعتبر من لم يلتزم بهذا اللباس في مزاب غريبا و شاذّا عن المزابيين و لو كان مزابيا .
و هذا الإلتزام إن دل على شيء , فإنما يدل على الروح المزابية الإسلامية الأصيلة , التي تأبى إلا المحافظة على الأصالة العريقة , و الوحدة و الأخوة التي يلتزم بها المزابيون , إذ أن ارتداء جميع المزابيين لباسا واحدا , بحيث لايتميز غنيهم عن فقيرهم , يدل على روح الوحدة و الأخوة , و أنهم طبقوا حقا قول الله تعالى : " و اعتصموا بحبل الله جميعا و لاتفرقوا " , و يدل على أنهم رفضوا تماما التيارات الغربية المنضوية تحت اسم : ( العولمة ) , التي فسخت الشباب الإسلامي تماما إناثا و ذكورا للأسف الشديد .
يتكون اللباس المزابي التقليدي من سروال مترابط غير مفصل على الرجلين و هو منتشر في بوادي مصر و الشام , و طاقية بيضاء تطبيقا لسنة الرسول (ص) في تغطية الرأس ، و هناك كذلك القميص المزابي المعروف بـ : تاجربيت ، و قد تقلص استعماله إلى المناسبات .
يكون سروال أبيضا في المناسبات و الأعياد و أوقات الصلاة و الإجتماعات , أما في وقت العمل , فيرتدي المزابيون سروالا ملونا حفاظا على النظافة , و لا ينزعون الطاقية .
في أوقات الصلاة يرتدي المزابيون اللباس السابق ذكره , و يرتدون فوقه جبة بيضاء تعبر مرة أخرى على اتحاد المزابيين , و لايدخل مزابي المسجد عادة دون جبة بيضاء .
أما النساء , فهن يرتدين جميعا لباسا موحدا , عبارة عن قطعة قماش كبيرة تلفها المرأة حول جسمها كله , بحيث لايظهر منها شيء , و لا تترك إلا فتحة صغيرة حول العين لترى بها ، في صورة مميزة لتطبيق التعاليم الإسلامية .
لعل البعض يظن أن فرض اللباس الشرعي المحتشم على النساء جمود و جفاف ديني من المزابيين , إنما هو اتباع لتعاليم الدين الحنيف بحذافيره , دون أي مزايدة , كما أمر ربنا عز و جل .
لماذا الأبيض ؟ :
يرتدي المزابيون الأبيض لأنه هو الذي حبّب إليه الرسول (ص) في قوله : " عليكم بالبياض , ألبسوه أحياءكم , وكفنوا به أمواتكم " .
كما أن الأبيض جميل من أصله, لأنه لونه التفاؤل و الخير لدى كثير من المجتمعات , و الله يأمرنا بالزينة في المسجد في محكم آياته , إذ يقول : " خذوا زينتكم عند كل مسجد " , و لا يخفى على أحد أن الزينة تكون باللباس الأبيض الجميل , ثم أن اللون الأبيض سريع التأثر بالألوان , فإذا ما أصابته نجاسة سهلت رؤيتها و التعرف عليها .