سعيد بن زنغيل
(أبو نوح)
(أوائل ق: 4هـ / 10م)
شيخ الشيوخ سعيد بن زنغيل، أحد أقطاب العلم عند إباضية المغرب، نشأ وسكن بالجريد بتونس، ثُمَّ استوطن وارجلان بالجزائر.
أخذ علمه عن الإمامين الكبيريْن: أبي القاسم يزيد بن مخلد، وأبي خزر يغلا بن زلتاف.
يعدُّ حلقة بارزة في سلسلة نسب الدين، فهو شيخ العلاَّمة الإمام أبي عبد الله محمد بن بكر النفوسي، إذ تعلَّم على يديه بالحامَّة التونسية. جاء في نسبة الدين مايلي: «أخذ... أبو عبد الله محمد ابن بكر عن الشيخ أبي نوح سعيد ابن زنغيل عن أبي خزر يغلى بن أيوب وزلتاف أمه...». ومن تلاميذه كذلك أبو الخطاب عبد السلام بن منظور.
برع في علوم الفصاحة والبيان وفنون الجدل والردِّ على المخالفين... كانت له مناظرات مشهورة، خصَّ بها علماء المعتزلة والنُّكار، على حدِّ سواء، فكان كثير التنقُّل يدعو إلى مذهب الإباضية الوهبية.
شارك في معركة باغاي مع شيخه، وصاحبه في آن واحد أبو خزر يغلا بن زلتاف سنة 358هـ/969م، ضدَّ المعزِّ لدين الله رابع الخلفاء الفاطميين ببلاد المغرب، انتقاماً لشيخه الثاني أبي القاسم يزيد بن مخلد، وثأراً له بعد أن قتله العبيديون الفاطميون.
فلم تحقِّق الثورة أهدافها المرجوَّة، إذ سحقها الفاطميون، الأمر الذي جعل سعيد بن زنغيل يفرُّ مختفياً متنكِّراً في لباس الرعاة، إلاَّ أنَّ عيون المعزِّ اِكتشفته، فقَبض عليه، وأودعه السجن، فلبث في سجنه سنين عدداً، إلى أن شفع فيه المنصور بن بلقين بن زيري الصنهاجي، فقال له المعزُّ: «إنَّ القيود دخلت رجلك بالعلم ولا تخرج إلا بالعلم». فقابله مع علماء الفرق ببلاطه، فأفحمهم جميعاً، فعفا عنه، وأغدق عليه الأموال، وقرَّبه إليه، فكان يقول فيه: «سعيد بن زنغيل فتى مجادل». وله مناظرات أخرى بين يدي أبي الخطَّاب عامل زويلة.
ولمَّا قرَّر المعزُّ الفاطميُّ الرحيل إلى مصر سنة 362هـ/972م، شعر سعيد بن زنغيل بنيَّة المعزِّ وتصميمه على أخذه معه، فاختفى مرَّة ثانية، وهرب إلى وارجلان، فاستقبله شيخها أبو صالح جنون ابن يمريان في المسجد، فكان نزيله، وكان أهل وارجلان يجتمعون إليه يعظهم ويذكِّرهم، ويبدو أنه استوطن وارجلان إلى نهاية عمره.
ذكر له البرادي أبو القاسم كتاباً في الدفاتر اِطَّلع عليه ولاحظ أنه قد اِمترش (تآكل) أوَّله، إلاَّ أنَّ هذا الكتاب لم يصلنا، والكتاب في علم العقيدة.
(أبو نوح)
(أوائل ق: 4هـ / 10م)
شيخ الشيوخ سعيد بن زنغيل، أحد أقطاب العلم عند إباضية المغرب، نشأ وسكن بالجريد بتونس، ثُمَّ استوطن وارجلان بالجزائر.
أخذ علمه عن الإمامين الكبيريْن: أبي القاسم يزيد بن مخلد، وأبي خزر يغلا بن زلتاف.
يعدُّ حلقة بارزة في سلسلة نسب الدين، فهو شيخ العلاَّمة الإمام أبي عبد الله محمد بن بكر النفوسي، إذ تعلَّم على يديه بالحامَّة التونسية. جاء في نسبة الدين مايلي: «أخذ... أبو عبد الله محمد ابن بكر عن الشيخ أبي نوح سعيد ابن زنغيل عن أبي خزر يغلى بن أيوب وزلتاف أمه...». ومن تلاميذه كذلك أبو الخطاب عبد السلام بن منظور.
برع في علوم الفصاحة والبيان وفنون الجدل والردِّ على المخالفين... كانت له مناظرات مشهورة، خصَّ بها علماء المعتزلة والنُّكار، على حدِّ سواء، فكان كثير التنقُّل يدعو إلى مذهب الإباضية الوهبية.
شارك في معركة باغاي مع شيخه، وصاحبه في آن واحد أبو خزر يغلا بن زلتاف سنة 358هـ/969م، ضدَّ المعزِّ لدين الله رابع الخلفاء الفاطميين ببلاد المغرب، انتقاماً لشيخه الثاني أبي القاسم يزيد بن مخلد، وثأراً له بعد أن قتله العبيديون الفاطميون.
فلم تحقِّق الثورة أهدافها المرجوَّة، إذ سحقها الفاطميون، الأمر الذي جعل سعيد بن زنغيل يفرُّ مختفياً متنكِّراً في لباس الرعاة، إلاَّ أنَّ عيون المعزِّ اِكتشفته، فقَبض عليه، وأودعه السجن، فلبث في سجنه سنين عدداً، إلى أن شفع فيه المنصور بن بلقين بن زيري الصنهاجي، فقال له المعزُّ: «إنَّ القيود دخلت رجلك بالعلم ولا تخرج إلا بالعلم». فقابله مع علماء الفرق ببلاطه، فأفحمهم جميعاً، فعفا عنه، وأغدق عليه الأموال، وقرَّبه إليه، فكان يقول فيه: «سعيد بن زنغيل فتى مجادل». وله مناظرات أخرى بين يدي أبي الخطَّاب عامل زويلة.
ولمَّا قرَّر المعزُّ الفاطميُّ الرحيل إلى مصر سنة 362هـ/972م، شعر سعيد بن زنغيل بنيَّة المعزِّ وتصميمه على أخذه معه، فاختفى مرَّة ثانية، وهرب إلى وارجلان، فاستقبله شيخها أبو صالح جنون ابن يمريان في المسجد، فكان نزيله، وكان أهل وارجلان يجتمعون إليه يعظهم ويذكِّرهم، ويبدو أنه استوطن وارجلان إلى نهاية عمره.
ذكر له البرادي أبو القاسم كتاباً في الدفاتر اِطَّلع عليه ولاحظ أنه قد اِمترش (تآكل) أوَّله، إلاَّ أنَّ هذا الكتاب لم يصلنا، والكتاب في علم العقيدة.