إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له وليّا مرشدا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه...سلام الله عليكم إخواني و أخواتي في المنتدى.
أقدّم لكم موضوع يخص منطقة إحدى المناطق الأثرية في بريان و التي تدعى بكفوس ، منطقة واقعة على الحدود بين غرداية و الأغواط ،هناك من يلحقها بالاغواط ومايهمنا نحن تلك المنطقة و نشئتها.
كفوس شخصيّة بريانية وإسمه الحاج حمو كفّوس عاش في قسنطينة و ورزقه الله من الملك الكثير لكن قرّر العودة لمسقط رأسه ببريان بداية 1900م ، فباع ملكه هناك واستقرّ بها حيث تزوّج ، لكن لم يدم الله العشرة بينهما فانفصلا، ثم غادر بريان من جديد ليبحث عن منطقة ليستقر بها و بعد العديد من الجولات تعرّف على عائلة من البدو الرحل وهي عائلة "روّان" ، تزوج منهم ثم واصل البحث إلى أن وصل إلى هذه المنطقة والمسماة بكفّوس و التي تعد منطقة إستراتيجية و آمنة آن ذاك ووفرتها للماء لأنها منطقة بين واد النسا و واد الكبش و واد سطافى.
بدأ العمل في تلك المنطقة بحفر منجم إن صح القول لإنتاج الجير و الجبس (تذويب الحجر) ، و بعد ذلك انتقل لتشيّد منزله الخاص و الذي يتكون من غرفتين و ساحة واسعة (فناء المنزل) ثم واصل عمله فشيّد بئر والذي يعد أروع الأعمال ، تعدّى عمق هذا البئر 100م (و كان الحفر آن ذاك باليد) وبجانبه مخزن للماء (الجّب) و حجم بحولي 3150م3 أي بطول 35م و عرض 9م و عمق 10م ، الذي يتصل به "أجًّامْ".
ثم واصل العمل بصنع حاجزين للماء (سد) الأول على واد الكبش و الثاني على واد النسا و حفر له خندق لتوجيه المياه إلى الجّب.
أما الزراعة فكانت عمله بالإضافة إلى الرعي حيث يقال أن له 1200 رأس غنم و كان أصحاب الخيام يتكفلون رعيها.
وحفر أيضا مغارتين داخل الجبل و التي كانت على شكل قاعة للضيوف كان يستعملها لفصل الخلافات بين العائلات و الشركاء و مختلف المشاكل حيث يقال أن الله أعطى له من الحكمة ، فاختار المغارة مركزا لذلك دون أن ننسى أن المغارة مكان تجد فيه الراحة و لها أثر منذ القديم فأصحاب الكهف كانوا يتعبّدون في الغار و الرسول صلى الله عليه و سلّم كان يتعبد في غار حراء قبل البعثة و الإمام أبو بلال مرداس بن حدير كان يعلم طلاّبه في الغار والذين يعتبرون حملت المذهب الإباضي إلى المغرب الإسلامي و شمال إفريقيا...الخ.
عاش أيامه في تلك المنطقة و كان ينتقل إلى القرارة و بريان للتجارة و شراء ما يستعمله في العمل كالحبال...
نعود إلى عائلته فقد أثمر زواجه الثاني بولدين محمد و علي و أربع بنات ، الأولى تزوجت بالقرارة و الثانية تزوجت في غرداية و الثالثة لم تتزوج ماتت في شبابها و الرابعة تزوجت في بريان.
أمّا أبنائه فأحدهم و الذي يدعى علي قتل إبن خاله و هذا ناتج عن الخلافات التي حدثت بينهما عن أخته قبل وفاتها ثم هرب إلى بريان ثم إلى قسنطينة ثم قبض عليه من طرف الاحتلال الفرنسي و زجّ به في السجن و مات فيه لكن لم يتم التعرّف على قبره- علي - إلى يومنا هذا .
مات الحاج حمو حجاج سنة 1946م ودفن مع زوجته في نفس المنطقة وآثار القبور موجودة إلى يومنا هذا.
قامت الدولة الجزائريّة المستقلّة بعد ذلك وفي العشريّة السوداء تمّ تهديم سقف المنزل والمغارة التي كانت شاهدة عليه وهذا نظرا للظروف الأمنيّة السائدة آنذاك حيث ادعت أن المغارة مخبأ للإرهابيين.
والآن مع معرض للصور :
التقاء واد النسا و واد الكبش
البئر و الذي طوله يتعدى 100م
الجّبْ و أجَّام لتخزين المياه
السد الذي يقع على واد الكبش
مكان تذويب الحجر لصنع للجبس و الجير
الغار الذي كان يستعمله للإستقبال
ساقية الماء التي كانت ترسل المياه الى غابته و زرعه
إنتهــــــــــــــــى
نتمنى أنكم قد إستفدتم من خلال هذه الرحلة لمنطقة من مناطق بريان
ونسأل الله العلي القدير أن يجنبنا الخطأ والزلل فإن وفّقت فمن ربّي وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أُنيب، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
* *** * *** *
عن
G.Salah