عبد الأعلى بن السمح ابن عبيد المعافري الحميري اليمني
(أبو الخطَّاب)
(ت: 144هـ / 761م)
من علماء اليمن في القرن الثاني الهجري، أخذ علمه عن أستاذ المذهب أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة في البصرة، وهناك التقى بالطلبة المغاربة الذين وفدوا إلى أبي عبيدة لطلب العلم سنة 135هـ.
وبعد خمسة أعوام من التلقِّي انضمَّ أبو الخطَّاب عبد الأعلى إلى حملة العلم المغاربة، فانتقل معهم إلى المغرب لمواصلة الدعوة في تلك الربوع، وكان ذلك سنة 140هـ.
ولمَّا همَّ الطلبة بمغادرة شيخهم ومدرستهم، قال لأبي الخطَّاب: «اِفتِ بما سمعت منِّي»، وقال لجميعهم: إذا أنستم من أنفسكم قوَّة أعلنوا الإمامة، وأشار عليهم بعقدها لأبي الخطَّاب، فإن أبى قُتل.
ولمَّا وصل حملة العلم إلى المغرب استقرُّوا بطرابلس - وكانت آنئذ في اضطراب كبير بسبب ثورة الخوارج الصفرية - وعقدوا إمامة الظهور لأبي الخطَّاب سنة 140ه، وكان راغبًا عنها، ففرضوها عليه، وقبلها على أن يحكم فيهم بكتاب الله وسنة رسوله، وعليهم بالطاعة وترك الاختلاف، ونبذ الشقاق.
وسار في المغرب بسيرة الخلفاء الراشدين، وسلك بالأمة مسلك المسلمين، وأحيى ما أميت من أمر الدين.
بعد إعلان إمامة الظهور توجَّه أبو الخطَّاب إلى طرابلس بأصحابه الإباضية، فخيَّروا واليها بين البقاء تحت لوائهم أو الخروج حيث شاء، فخيَّر الرحيل إلى المشرق.
واستطاع الإمام - بعد ذلك - أن يطهِّر القيروان من جور قبيلة ورفجومة الصفرية، إذ لبَّى استغاثة أهل القيروان، فحاصرها حصارًا شديدًا، انتهى بافتكاكها من أيديهم، وعيَّن عبد الرحمن بن رستم واليا وقاضيا عليها.
وانتصر في معركة مغمداس سنة 142هـ، على جيش العباسيين بقيادة أبي الأحوص العباسيُّ.
امتدَّ سلطان دولته شرقًا إلى برقة، وغربًا إلى القيروان عاصمة بلاد المغرب الإسلاميِّ، وجنوبًا إلى فزَّان.
واستمرَّت هذه الانتصارات، وهذا الحكم العادل أربع سنوات، وخشي الخليفة العباسيُّ أبو جعفر المنصور عواقبها في زعزعة ملكه، فبعث إليه جيشًا ضخمًا بقيادة محمَّد بن الأشعث الخزاعي، الذي قضى على أبي الخطَّاب وإمامته، في معركة تاورغا سنة 144هـ.
واستشهد في هذه المعركة، وترك الإباضية يلاحقها ابن الأشعث في كلِّ وادٍ وجبل... مِما جعل عبد الرحمن بن رستم - والي أبي الخطَّاب على القيروان - ينجو بنفسه إلى منطقة تيهرت، ليؤسِّس فيها - بعد ذلك - الدولة الرستمية.
المصادر:
*ابن سلاَّم: بدء الإسلام، 121، 125-128، 130-131 *أبو زكرياء: السيرة، 1/60-75 *الدرجيني: طبقات، 1/19، 44، 22-36؛ 2/290 *ابن عذاري: البيان المغرب، 1/81-84 *ابن الأثير: الكامل، 4/281 *القيرواني الرقيق: *الحنبلي: شذرات، 1/211 *الشمَّاخي: السير، 1/113، 124-125 *القطب: الرسالة الشافية، 88-91 *الباروني سليمان: مختصر تاريخ الإباضية، 33-35 *الزركلي: الأعلام، 4/42 *الزاوي: ولاة طرابلس، 46-47 *لويكي: دائرة المعارف الإسلامية، 10/92 وما بعدها *الكعَّاك: موجز التاريخ، 167 *سالم بن يعقوب: تاريخ جربة، 49، 62 *دبوز: تاريخ المغرب، 2/394-439، 464 ؛ 3/200، 241، 651 *علي معمر: الإباضية في موكب، 4/127 *أعزام: غصن البان (مخ) 35 *السيابي: طلقات، 53-54 *محمَّد ناصر: منهج الدعوة، 150-153 *رابح بونار، المغرب العربي، 34 *بحَّاز: الدولة الرستمية، 65 وما بعدها *رجب محمَّد: الإباضية في مصر، 105-107 *جودت عبد الكريم: العلاقات الخارجية، 27-28 *ابن عميرة: دور زناتة، 95-105 *المجذوب: الصراع المذهبي، 108-109 *الحريري: الدولة الرستمية *الجعبيري: علاقة عمان، 15-20 *الجعبيري: البعد الحضاري، 55 *جهلان عدُّون: الفكر السياسي، 44 *مزهودي: جبل نفوسة منذ الفتح الإسلامي (مر) 38-44، 47-54 *الحاج سعيد: تاريخ بني مزاب، 35، *عبد الرحمن بكلِّي: مقال بجريدة وادي ميزاب اليقظانية، ع. 6، 5 نوفمبر 1926م، ص3.
*Encyclopedie de l' Islam, 2èm ed. vol 1, 1388. *Encyclopédia Universalis (CD ROM), 1995. thèmes: (Mozabites).
(أبو الخطَّاب)
(ت: 144هـ / 761م)
من علماء اليمن في القرن الثاني الهجري، أخذ علمه عن أستاذ المذهب أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة في البصرة، وهناك التقى بالطلبة المغاربة الذين وفدوا إلى أبي عبيدة لطلب العلم سنة 135هـ.
وبعد خمسة أعوام من التلقِّي انضمَّ أبو الخطَّاب عبد الأعلى إلى حملة العلم المغاربة، فانتقل معهم إلى المغرب لمواصلة الدعوة في تلك الربوع، وكان ذلك سنة 140هـ.
ولمَّا همَّ الطلبة بمغادرة شيخهم ومدرستهم، قال لأبي الخطَّاب: «اِفتِ بما سمعت منِّي»، وقال لجميعهم: إذا أنستم من أنفسكم قوَّة أعلنوا الإمامة، وأشار عليهم بعقدها لأبي الخطَّاب، فإن أبى قُتل.
ولمَّا وصل حملة العلم إلى المغرب استقرُّوا بطرابلس - وكانت آنئذ في اضطراب كبير بسبب ثورة الخوارج الصفرية - وعقدوا إمامة الظهور لأبي الخطَّاب سنة 140ه، وكان راغبًا عنها، ففرضوها عليه، وقبلها على أن يحكم فيهم بكتاب الله وسنة رسوله، وعليهم بالطاعة وترك الاختلاف، ونبذ الشقاق.
وسار في المغرب بسيرة الخلفاء الراشدين، وسلك بالأمة مسلك المسلمين، وأحيى ما أميت من أمر الدين.
بعد إعلان إمامة الظهور توجَّه أبو الخطَّاب إلى طرابلس بأصحابه الإباضية، فخيَّروا واليها بين البقاء تحت لوائهم أو الخروج حيث شاء، فخيَّر الرحيل إلى المشرق.
واستطاع الإمام - بعد ذلك - أن يطهِّر القيروان من جور قبيلة ورفجومة الصفرية، إذ لبَّى استغاثة أهل القيروان، فحاصرها حصارًا شديدًا، انتهى بافتكاكها من أيديهم، وعيَّن عبد الرحمن بن رستم واليا وقاضيا عليها.
وانتصر في معركة مغمداس سنة 142هـ، على جيش العباسيين بقيادة أبي الأحوص العباسيُّ.
امتدَّ سلطان دولته شرقًا إلى برقة، وغربًا إلى القيروان عاصمة بلاد المغرب الإسلاميِّ، وجنوبًا إلى فزَّان.
واستمرَّت هذه الانتصارات، وهذا الحكم العادل أربع سنوات، وخشي الخليفة العباسيُّ أبو جعفر المنصور عواقبها في زعزعة ملكه، فبعث إليه جيشًا ضخمًا بقيادة محمَّد بن الأشعث الخزاعي، الذي قضى على أبي الخطَّاب وإمامته، في معركة تاورغا سنة 144هـ.
واستشهد في هذه المعركة، وترك الإباضية يلاحقها ابن الأشعث في كلِّ وادٍ وجبل... مِما جعل عبد الرحمن بن رستم - والي أبي الخطَّاب على القيروان - ينجو بنفسه إلى منطقة تيهرت، ليؤسِّس فيها - بعد ذلك - الدولة الرستمية.
المصادر:
*ابن سلاَّم: بدء الإسلام، 121، 125-128، 130-131 *أبو زكرياء: السيرة، 1/60-75 *الدرجيني: طبقات، 1/19، 44، 22-36؛ 2/290 *ابن عذاري: البيان المغرب، 1/81-84 *ابن الأثير: الكامل، 4/281 *القيرواني الرقيق: *الحنبلي: شذرات، 1/211 *الشمَّاخي: السير، 1/113، 124-125 *القطب: الرسالة الشافية، 88-91 *الباروني سليمان: مختصر تاريخ الإباضية، 33-35 *الزركلي: الأعلام، 4/42 *الزاوي: ولاة طرابلس، 46-47 *لويكي: دائرة المعارف الإسلامية، 10/92 وما بعدها *الكعَّاك: موجز التاريخ، 167 *سالم بن يعقوب: تاريخ جربة، 49، 62 *دبوز: تاريخ المغرب، 2/394-439، 464 ؛ 3/200، 241، 651 *علي معمر: الإباضية في موكب، 4/127 *أعزام: غصن البان (مخ) 35 *السيابي: طلقات، 53-54 *محمَّد ناصر: منهج الدعوة، 150-153 *رابح بونار، المغرب العربي، 34 *بحَّاز: الدولة الرستمية، 65 وما بعدها *رجب محمَّد: الإباضية في مصر، 105-107 *جودت عبد الكريم: العلاقات الخارجية، 27-28 *ابن عميرة: دور زناتة، 95-105 *المجذوب: الصراع المذهبي، 108-109 *الحريري: الدولة الرستمية *الجعبيري: علاقة عمان، 15-20 *الجعبيري: البعد الحضاري، 55 *جهلان عدُّون: الفكر السياسي، 44 *مزهودي: جبل نفوسة منذ الفتح الإسلامي (مر) 38-44، 47-54 *الحاج سعيد: تاريخ بني مزاب، 35، *عبد الرحمن بكلِّي: مقال بجريدة وادي ميزاب اليقظانية، ع. 6، 5 نوفمبر 1926م، ص3.
*Encyclopedie de l' Islam, 2èm ed. vol 1, 1388. *Encyclopédia Universalis (CD ROM), 1995. thèmes: (Mozabites).