لقد حرص الشيخ بيوض على تربية النشء تربية إسلامية صحيحة، وتكوين الشباب تكوينا سليما. كان مهتما ببناء النفوس التي تقوى على المجابهة والفداء وحمل الرسالة، وتكوين الرجال الذين يقدرون على المرابطة في الثغور،
وتحمل الأعباء الجسام التي تنتظر كواهل قوية، وسواعد مفتولة، وإعداد جنود أشداء أقوياء، مسلحين بأجدى الأسلحة وأعتاها، على رأسها سلاح الإيمان واليقين. الإيمان بالرسالة المنوطة بهم، والأهداف المرسومة، والإيمان بضرورة العمل على التغيير نحو الأصلح، ومعرفة خطورة الوضع وضراوة المعركة. واليقين في الله ونصره، إذا خلصت النيات، وصدقت الإرادات.
لقد آمن الشيخ بيوض أن التعليم هو الذي يضع القواعد الأساسية لبناء المجتمع، لهذا أعطى له نفسه، وهام به، وصال وجال في رحابه، ورابط واعتكف في محرابه، قال " وهوايتي ونشوتي الأخرى في التدريس والتقرير، إذ أن ألذ ساعات حياتي هي وقت الدرس، سواء كان تفسيرا أو غير تفسير. إذا انتظم الدرس، وكنت موفقا فيه، ووجدت في نفسي نشاطا، وأن الله تبارك وتعالى يمدني، ووجدت أمامي طبقة من الطلبة، أرى فيهم نجابة ولهفة، أذهانهم حاضرة، وعيونهم شاخصة إليّ. إن ألذّ ساعات عمري هو هذا، درس موفق ألقيه على هؤلاء.إنني مغرم بالقراءة أجد فيه نشوتي الكبرى، ولكن التدريس أكثر، فهو في الدرجة الأولى... إن في التدريس فائدة المطالعة وزيادة. إن المرء يشعر فيه أنه يؤدي واجبا إلهيا مقدسا، فيشعر براحة الضمير، وغبطة النفس برضى الله."
إن هذه الاستراتيجية تبنتها كل حركة إصلاحية، وكل فئة تدعو إلى الله دعوة صحيحة، مبنية على أسس سليمة. يقول نور الدين سوكحال: " وهذه النتيجة التي توصل إليها الشيخ بيوض كانت قدرا مشتركا بين كل الحركات الإصلاحية والتغييرية، التي ظهرت في العالم الإسلامي، بل وبين كثير من الحركات التحررية في شتى بقاع العالم الإنساني حيث كانت هذه الحركات تدرك أن التعليم هو السبيل المضمون للمحافظة على مقومات شخصية المجتمع، وتخليصه من القابلية للاستعمار، وكانت ترد على كل من يزعم أن سلوك هذا المنهج يستغرق وقتا طويلا بالكلمة التي قالها الفيلسوف الألماني (فيخته Fichte) ولكن طول الوقت لتحقيق هذه الغاية يجب أن لا يحول دون اهتمامنا بها اهتماما كبيرا؛ لأن الغد أهم من اليوم، ولا سيما أن زمام اليوم قد خرج من بين أيدينا، وما نملكه الآن هو الغد وحده، فيجب أن نبذل ما نستطيع لتحسين هذا الغد."
إن الشيخ بيوض يركز على الناشئة، ويراها الأساس في منهج إصلاحه، لذا كان يعيرها اهتمامه الخاصّ، ويعُدّها القواعد التي يركز عليها في بناء صرحه الذي يسعى إلى تشييده. وكان يهتمّ _بخاصة_ بتكوين نخبة مثقفة، تحقق أهداف المصلحين، وطموح الدعاة؛ لأن المجتمع الذي كان يتحرك فيه الشيخ بيوض كان يشكو من علل كثيرة، دواؤها العلم، وأطباؤها الطبقة المثفقة المتعلمة، وهو ما دفع به في بداية مشواره الإصلاحي أن يسعى حثيثا إلى تكوين: " شباب متنور متعلم تعليما صحيحا، مترب تربية فاضلة، شديد التمسك بدينه ومقوماته. إذ هؤلاء هم بذرة الإصلاح، بل ركنه الشديد في كل عصر ومصر، وعليهم لا غير تبني الأمة صرح مجدها متينا."
ولقد بيّن الشيخ بيوض طبيعة العلم الصحيح الذي يقدمه لأبنائه، وحقيقة التربية السوية التي ينشئ عليها ناشئته، ووضح العلاقة التي تكون بين التربية و التعليم بقوله: "...لأن تعليمنا ليس كالتعليم المادي الموجود في بلاد الدنيا؛ حيث لا تكون هناك بين المعلّم والتلميذ أية علاقة، فما على المعلم إلا أن يلقن معلومات، وبعد ذلك لا يهمّه منه شيء بعد خروجه من المدرسة...، بينما الواجب على المعلم المسلم في الابتدائي والثانوي والجامعي ألاّ تقتصر علاقته مع التلميذ على هذا؛ لأن العلم يقصد به التربية."
من هنا كان الشيخ بيوض حريصا على تقديم نصائح للمربين عن طبيعة عملهم، وما يجب عليهم التركيز عليه حتى يحقق تعليمهم هدفه، وهو تربية النشء تربية سليمة سوية: "...إلى الجهاد في هذا السبيل، ندعوكم إلى تهذيب الناشئة، وملئها بالعقيدة الإسلامية الصحيحة، وتسليحها بالأخلاق الإسلامية القوية، وترقية عقولها بالعلوم النافعة، وفي مقدمتها وعلى رأسها العلوم الشرعيّة والعربيّة، فهي عدتنا، وهي غذاؤنا الضروري."
لقد آمن الشيخ بيوض أن التعليم هو الذي يضع القواعد الأساسية لبناء المجتمع، لهذا أعطى له نفسه، وهام به، وصال وجال في رحابه، ورابط واعتكف في محرابه، قال " وهوايتي ونشوتي الأخرى في التدريس والتقرير، إذ أن ألذ ساعات حياتي هي وقت الدرس، سواء كان تفسيرا أو غير تفسير. إذا انتظم الدرس، وكنت موفقا فيه، ووجدت في نفسي نشاطا، وأن الله تبارك وتعالى يمدني، ووجدت أمامي طبقة من الطلبة، أرى فيهم نجابة ولهفة، أذهانهم حاضرة، وعيونهم شاخصة إليّ. إن ألذّ ساعات عمري هو هذا، درس موفق ألقيه على هؤلاء.إنني مغرم بالقراءة أجد فيه نشوتي الكبرى، ولكن التدريس أكثر، فهو في الدرجة الأولى... إن في التدريس فائدة المطالعة وزيادة. إن المرء يشعر فيه أنه يؤدي واجبا إلهيا مقدسا، فيشعر براحة الضمير، وغبطة النفس برضى الله."
إن هذه الاستراتيجية تبنتها كل حركة إصلاحية، وكل فئة تدعو إلى الله دعوة صحيحة، مبنية على أسس سليمة. يقول نور الدين سوكحال: " وهذه النتيجة التي توصل إليها الشيخ بيوض كانت قدرا مشتركا بين كل الحركات الإصلاحية والتغييرية، التي ظهرت في العالم الإسلامي، بل وبين كثير من الحركات التحررية في شتى بقاع العالم الإنساني حيث كانت هذه الحركات تدرك أن التعليم هو السبيل المضمون للمحافظة على مقومات شخصية المجتمع، وتخليصه من القابلية للاستعمار، وكانت ترد على كل من يزعم أن سلوك هذا المنهج يستغرق وقتا طويلا بالكلمة التي قالها الفيلسوف الألماني (فيخته Fichte) ولكن طول الوقت لتحقيق هذه الغاية يجب أن لا يحول دون اهتمامنا بها اهتماما كبيرا؛ لأن الغد أهم من اليوم، ولا سيما أن زمام اليوم قد خرج من بين أيدينا، وما نملكه الآن هو الغد وحده، فيجب أن نبذل ما نستطيع لتحسين هذا الغد."
إن الشيخ بيوض يركز على الناشئة، ويراها الأساس في منهج إصلاحه، لذا كان يعيرها اهتمامه الخاصّ، ويعُدّها القواعد التي يركز عليها في بناء صرحه الذي يسعى إلى تشييده. وكان يهتمّ _بخاصة_ بتكوين نخبة مثقفة، تحقق أهداف المصلحين، وطموح الدعاة؛ لأن المجتمع الذي كان يتحرك فيه الشيخ بيوض كان يشكو من علل كثيرة، دواؤها العلم، وأطباؤها الطبقة المثفقة المتعلمة، وهو ما دفع به في بداية مشواره الإصلاحي أن يسعى حثيثا إلى تكوين: " شباب متنور متعلم تعليما صحيحا، مترب تربية فاضلة، شديد التمسك بدينه ومقوماته. إذ هؤلاء هم بذرة الإصلاح، بل ركنه الشديد في كل عصر ومصر، وعليهم لا غير تبني الأمة صرح مجدها متينا."
ولقد بيّن الشيخ بيوض طبيعة العلم الصحيح الذي يقدمه لأبنائه، وحقيقة التربية السوية التي ينشئ عليها ناشئته، ووضح العلاقة التي تكون بين التربية و التعليم بقوله: "...لأن تعليمنا ليس كالتعليم المادي الموجود في بلاد الدنيا؛ حيث لا تكون هناك بين المعلّم والتلميذ أية علاقة، فما على المعلم إلا أن يلقن معلومات، وبعد ذلك لا يهمّه منه شيء بعد خروجه من المدرسة...، بينما الواجب على المعلم المسلم في الابتدائي والثانوي والجامعي ألاّ تقتصر علاقته مع التلميذ على هذا؛ لأن العلم يقصد به التربية."
من هنا كان الشيخ بيوض حريصا على تقديم نصائح للمربين عن طبيعة عملهم، وما يجب عليهم التركيز عليه حتى يحقق تعليمهم هدفه، وهو تربية النشء تربية سليمة سوية: "...إلى الجهاد في هذا السبيل، ندعوكم إلى تهذيب الناشئة، وملئها بالعقيدة الإسلامية الصحيحة، وتسليحها بالأخلاق الإسلامية القوية، وترقية عقولها بالعلوم النافعة، وفي مقدمتها وعلى رأسها العلوم الشرعيّة والعربيّة، فهي عدتنا، وهي غذاؤنا الضروري."
المصدر: كتاب: منهج الشيخ بيوض في الإصلاح والدعوة، للدكتور بوحجام، من ص 189 - 197