قواعد لتدبر القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
إن المتأمل في آيات القرآن الكريم سيجد شعورا عجيبا يدفع إلى الخشوع والسكينة ومراجعة النفس، فالقرآن يعيد برمجة غاية الإنسان في هذه الحياة، ويعيد تشكيل نظرته للحقائق الكونية.
فانظر مثلا لما يصف القرآن حال المؤمنين لما يسمعون القرآن الكريم، فتامل معي مثلا هذه الآيات:
- "وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ [(83) سورة المائدة] .
- "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [ (2) سورة الأنفال ].
- "وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ [(124) سورة التوبة].
- "قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً* وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا [107-109 : سورة الإسراء].
- "وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا [(73) سورة الفرقان].
- "وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ [(53) سورة القصص ].
- "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ [ (23) سورة الزمر].
نجد في هذه الآيات -على الأقل- سبعة أوصاف:
1- اجتماع القلب والفكر حين القراءة .2- البكاء من خشية الله ومعرفة الحق . 3- ازدياد الخشوع . 4- ازدياد الإيمان . 5- الفرح والاستبشار بالقرآن. 6- القشعريرة خوفا من الله تعالى، والرجاء والسكينة لعفو ورحمته . 7- السجود تعظيما لله عز وجل.
والسؤال المطروح هو: كيف كانوا يقرؤون القرآن حتى بلغ بهم ذلك المبلغ، سنحاول -انطلاقا من القرآن- إيجاد بعض القواعد في التعامل مع القرآن والتي تساعدنا على مقاربة تلك المرتبة لما نتلو القرآن، وسنبدأ إن شاء الله تعالى بمحاولة فهم أمر الله تعالى لنا " ليدبروا"، ومعرفة الفرق بين الفهم والتدبر...
يتبع...
بسم الله الرحمن الرحيم
إن المتأمل في آيات القرآن الكريم سيجد شعورا عجيبا يدفع إلى الخشوع والسكينة ومراجعة النفس، فالقرآن يعيد برمجة غاية الإنسان في هذه الحياة، ويعيد تشكيل نظرته للحقائق الكونية.
فانظر مثلا لما يصف القرآن حال المؤمنين لما يسمعون القرآن الكريم، فتامل معي مثلا هذه الآيات:
- "وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ [(83) سورة المائدة] .
- "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [ (2) سورة الأنفال ].
- "وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ [(124) سورة التوبة].
- "قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً* وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا [107-109 : سورة الإسراء].
- "وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا [(73) سورة الفرقان].
- "وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ [(53) سورة القصص ].
- "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ [ (23) سورة الزمر].
نجد في هذه الآيات -على الأقل- سبعة أوصاف:
1- اجتماع القلب والفكر حين القراءة .2- البكاء من خشية الله ومعرفة الحق . 3- ازدياد الخشوع . 4- ازدياد الإيمان . 5- الفرح والاستبشار بالقرآن. 6- القشعريرة خوفا من الله تعالى، والرجاء والسكينة لعفو ورحمته . 7- السجود تعظيما لله عز وجل.
والسؤال المطروح هو: كيف كانوا يقرؤون القرآن حتى بلغ بهم ذلك المبلغ، سنحاول -انطلاقا من القرآن- إيجاد بعض القواعد في التعامل مع القرآن والتي تساعدنا على مقاربة تلك المرتبة لما نتلو القرآن، وسنبدأ إن شاء الله تعالى بمحاولة فهم أمر الله تعالى لنا " ليدبروا"، ومعرفة الفرق بين الفهم والتدبر...
يتبع...