إباضية جزيرة جربة خلال العصر الحديث/ محمد المريمي؛ تقديم عبد الحميد هنية، ط.01، تونس: كلية الآداب والفنون التونسية والإنسانيات بمنوبة؛ دار الجنوب للنشر، 2005، 415 ص.
هذا الكتاب بحث حضاري موثق حول " التفكير المذهبي وعلاقته بالواقع السياسي والاجتماعي في جزيرة جربة بين منتصف القرن 16م ومنتصف القرن 19م" وهو موضوع أطرحة الدكتوراه التي ناقشها الأستاذ "محمد المريمي" بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس منذ ما يزيد عن عشر سنوات.
والمؤلف هو ابن جزيرة جربة. يدرس قضية شائكة وحساسة جداًّ بالنسبة إلى أهل موطنه وهي على غاية من الأهمية في آن واحد. صحيح أنه لم تعد تعرف اليوم القضايا المذهبية في جربة الحدة التي عرفتها خلال الفترة الحديثة، لكنها لم تنته كليا، فهي كما نلمس ذلك بين ثنايا هذا الكتاب لا تزال جاثمة أمامنا متخذة أشكالا أخرى جديدة ومتجددة ، ليس من اليسير إذن الخوض في غمارها دون الوقوع في أحكام مسبقة أو الانحياز لصالح طرف معين، ومع ذلك كانت المنهجية التي توخاها الباحث صارم ومتميزة بحرفية عالية. فجاء الكتاب بلا ريب عمل جذاب يستحق التنويه نظراً للجهوذ الذي بذل فيه والعطاء العلمي الذي يميزه.
والموضوع الذي يتطرق إليه هذا الكتاب يمتاز بالطرافة قلما وقع التطرق له من طرف المؤرخين التونسيين، وهو مفيد يسبب الحضور الكبير للمذهب الإباضي في الجزيرة وخاصة بسبب تشابك علاقته ليس فقط مع الحياة الدينية بل أيضا الاجتماعية والسياسية والأنتروبولوجية. ولأول مرة تدرس هذه القضية المذهبية والعقائدية في بعديها التاريخي والأنتروبولوجي، إضافة إلى ذلك جاء العلم يزخر بالمعطيات الجديدة وبالتحاليل الدقيقة التي تجعل من هذا البحث دراسة تثري المكتبة التاريخية للجزيرة، فأعاد مثلا النظر في منظومة العزابة في شموليتها وبمختلف مؤسساتها سواء أكان ذلك داخل الجزيرة ذاتها أو على مستوى الشتات.
أعطى الأستاذ المريمي قي هذا الكتاب أحسن ماكتب إلى حد الآن عن التفكير الإباضي وعلاقته بالمذاهب الأخرى في الجزيرة من جميع الأوجه: السياسي والاجتماعي والعقائدي مع ثراء كبير في التحليل. والكتاب يعطينا أيضا ما نحن في حاجة إليه لاستكشاف متانة الحياة الجماعوية المستندة إلى تفكير الإباضي ، إذ يتناول الموضوع إحدى أهم مظاهر الحياة الجماعوية التي عرفتها البلد التونسية خلال العهد الحديث ، وهي فترة تحول عميق تجلت ملامحه على المستوى المركزي وكذلك على المستوى المحلي بجربة وبالنواحي الأخرى داخل البلاد التونسية، لذلك كان السؤال الذي يخترق البحث هو: كيف كانت العلاقة بين مركز يعمل على إرساء أسس الدولة الحديثة ونفوذ محلي في جربة يستند إلى حياة جماعوية متينة متخذا في ذلك المذهب الإباضي كخطاب لتدعيم استقلالية المجموعات المحلية وهياكل تنظيمها؟
الفهرس:
مقدمة
الباب الأول هياكل النفوذ وارتباطها بالمذهب الإباضي.
الفصل الأول النظم الإدارية الإباضية.
الفصل الثاني النظام الإداري المخزني.
الباب الثاني مجال ارتكاز القوى السياسية والاجتماعية بجربة..
الفصل الأول النظام الجبائي: مجال ارتكاز العثمانيين بجربة
الفصل الثاني الاقتصاد: مجال ارتكاز القوى المحلية.
الباب الثالث توجهات المذاهب الدينية بجربة.
الفصل الأول توجهات المنظومة الفكرية الإباضية.
الفصل الثاني دخول المالكية إلى جربة وتطوراتها.
الخاتمة
عرض: أحمد ابن ناصر
منقول منقول
هذا الكتاب بحث حضاري موثق حول " التفكير المذهبي وعلاقته بالواقع السياسي والاجتماعي في جزيرة جربة بين منتصف القرن 16م ومنتصف القرن 19م" وهو موضوع أطرحة الدكتوراه التي ناقشها الأستاذ "محمد المريمي" بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس منذ ما يزيد عن عشر سنوات.
والمؤلف هو ابن جزيرة جربة. يدرس قضية شائكة وحساسة جداًّ بالنسبة إلى أهل موطنه وهي على غاية من الأهمية في آن واحد. صحيح أنه لم تعد تعرف اليوم القضايا المذهبية في جربة الحدة التي عرفتها خلال الفترة الحديثة، لكنها لم تنته كليا، فهي كما نلمس ذلك بين ثنايا هذا الكتاب لا تزال جاثمة أمامنا متخذة أشكالا أخرى جديدة ومتجددة ، ليس من اليسير إذن الخوض في غمارها دون الوقوع في أحكام مسبقة أو الانحياز لصالح طرف معين، ومع ذلك كانت المنهجية التي توخاها الباحث صارم ومتميزة بحرفية عالية. فجاء الكتاب بلا ريب عمل جذاب يستحق التنويه نظراً للجهوذ الذي بذل فيه والعطاء العلمي الذي يميزه.
والموضوع الذي يتطرق إليه هذا الكتاب يمتاز بالطرافة قلما وقع التطرق له من طرف المؤرخين التونسيين، وهو مفيد يسبب الحضور الكبير للمذهب الإباضي في الجزيرة وخاصة بسبب تشابك علاقته ليس فقط مع الحياة الدينية بل أيضا الاجتماعية والسياسية والأنتروبولوجية. ولأول مرة تدرس هذه القضية المذهبية والعقائدية في بعديها التاريخي والأنتروبولوجي، إضافة إلى ذلك جاء العلم يزخر بالمعطيات الجديدة وبالتحاليل الدقيقة التي تجعل من هذا البحث دراسة تثري المكتبة التاريخية للجزيرة، فأعاد مثلا النظر في منظومة العزابة في شموليتها وبمختلف مؤسساتها سواء أكان ذلك داخل الجزيرة ذاتها أو على مستوى الشتات.
أعطى الأستاذ المريمي قي هذا الكتاب أحسن ماكتب إلى حد الآن عن التفكير الإباضي وعلاقته بالمذاهب الأخرى في الجزيرة من جميع الأوجه: السياسي والاجتماعي والعقائدي مع ثراء كبير في التحليل. والكتاب يعطينا أيضا ما نحن في حاجة إليه لاستكشاف متانة الحياة الجماعوية المستندة إلى تفكير الإباضي ، إذ يتناول الموضوع إحدى أهم مظاهر الحياة الجماعوية التي عرفتها البلد التونسية خلال العهد الحديث ، وهي فترة تحول عميق تجلت ملامحه على المستوى المركزي وكذلك على المستوى المحلي بجربة وبالنواحي الأخرى داخل البلاد التونسية، لذلك كان السؤال الذي يخترق البحث هو: كيف كانت العلاقة بين مركز يعمل على إرساء أسس الدولة الحديثة ونفوذ محلي في جربة يستند إلى حياة جماعوية متينة متخذا في ذلك المذهب الإباضي كخطاب لتدعيم استقلالية المجموعات المحلية وهياكل تنظيمها؟
الفهرس:
مقدمة
الباب الأول هياكل النفوذ وارتباطها بالمذهب الإباضي.
الفصل الأول النظم الإدارية الإباضية.
الفصل الثاني النظام الإداري المخزني.
الباب الثاني مجال ارتكاز القوى السياسية والاجتماعية بجربة..
الفصل الأول النظام الجبائي: مجال ارتكاز العثمانيين بجربة
الفصل الثاني الاقتصاد: مجال ارتكاز القوى المحلية.
الباب الثالث توجهات المذاهب الدينية بجربة.
الفصل الأول توجهات المنظومة الفكرية الإباضية.
الفصل الثاني دخول المالكية إلى جربة وتطوراتها.
الخاتمة
عرض: أحمد ابن ناصر
منقول منقول