السلام عليكم
القران الكريم ، هذا الكتاب السماوي الذي يعتبر دستور الحياة ،ويُتلى آناء الليل واطراف النهار من قبل أكثر المسلمين على وجه المعمورة ، يشعر الانسان بالحلاوة عند القراءة او الاستماع اليه ، لكننا لماذا لا نشعر بهذه الحلاوة التي شعر بها واحسها أعتى رجال الكفر في قريش وهو الوليد بن المغيرة المخزومي عندما أتي يكابر في كلامه مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،
وقال له الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "أفرغت"، قال نعم ، فقال له الرسول: "فاسمع مني"،ثم تلا عليه سورة فصلت حتى وصل إلى قوله تعالى:"فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِعَادٍ وَثَمُودَ" .
فوضع يده على فم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وناشده الله والرحم ألا يكمل. وعاد لقومه بوجه غير الذي ذهب به. ولما سئل قال: "سمعت منه كلامًا ليس من كلام الجن ولا من كلام الإنس، والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وان أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يعلى عليه .
سبحان الله هذا مشرك يقول هذا الكلام عن القرآن الكريم ويستشعر منه ذلك فما بالنا نحن معشر المسلمين؟
وزنديقٌ يبحث في القران ليجد ثغرة فيه كي يدعّي بأنه ليس كلام الله وانما كُتب من قبل البشر لكنه يصطدم بقوله تعالى ( وقلنا يا أرض ابلعي ماءكِ ويا سماء أقلعي ، وغيض الماء واستوت على الجودي ....) فيقول عجيب يا له من حلاوة ، هذا والله ليس من قول بشر .
هل شعرنا بحلاوة القرآن الكريم ونحن نتلوه، أو عندما نسمعه؟هذا ولم يقتصر تأثير القرآن على الناس فقط ،الجن اسمعوا قول الله ) قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا" (الجن:1-2)؛ وقوله عز من قائل: "وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلاَيَخَافُ بَخْسًا وَلاَ رَهَقًا" (الجن: 13). بالله عليكم انظروا إلي قول الجن عن القرآن ؟ فما بالنا نحن يا الامة المسلمين ....
لكني أعتقد جازما بأن أحدى الاسباب هو جهلنا عن معنى ما نقرأ ولو رجعنا الى التفاسير المعتبرة ثم قرأنا أي آيةِ مباركة سوف نتلذذ ونستشعر حلاوته ، وهنا اورد مثلا واحدا حول تفسير قوله تعالى الذي وضعتُ تحته خط لما فيه من بلاغة وحكمة .
من البديهي اننا عندما نشعر بالخوف والرعب نحاول الفرار والابتعاد عن مكان ومصدر الخوف وبعد الابتعاد يذهب منا الرعب شيئا فشيا ً الا أن قوله تعالى المشار اليه لانفهم بلاغته وحكمته عند القراءة السطحية ودون الرجوع الى التفاسير ، وكأنما الفرار مقدم على الرعب وهذا محال ......
لذا أترككم مع تفسيراالاية للعلامة الطباطبائي نقلا عن كتابه الموسوم ( الميزان في تفسير القرآن ) . أرجو الاستفادة والافادة مع تمنياتي لكم بالتوفيق والطاعة والاستشعار بحلاوة القرآن عند تلاوته ..
وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِاطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ( الكهف 18)
و قوله: «لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا و لملئت منهم رعبا» بيان أنهم و حالهم هذا الحال كان لهم منظر موحش هائل لو أشرف عليهم الإنسان فر منهم خوفا من خطرهم تبعدا من المكروه المتوقع من ناحيتهم و ملأ قلبه الروع و الفزع رعبا و سرى إلى جميع الجوارح فملأ الجميع رعبا، و الكلام في الخطاب الذي في قوله: «لوليت» و قوله: «و لملئت» كالكلام في الخطاب الذي في قوله: «و ترى الشمس».
و قد بان بما تقدم من التوضيح أولا: الوجه في قوله: «و لملئت منهم رعبا» و لم يقل: و لملىء قلبك رعبا.
و ثانيا: الوجه في ترتيب الجملتين: «لوليت منهم فرارا و لملئت منهم رعبا» و ذلك أن الفرار و هو التبعد من المكروه معلول لتوقع وصول المكروه تحذرا منه، و ليس بمعلول للرعب الذي هو الخشية و تأثر القلب، و المكروه المترقب يجب أن يتحذر منه سواء كان هناك رعب أو لم يكن.
فتقديم الفرار على الرعب ليس من قبيل تقديم المسبب على سببه بل من تقديم حكم الخوف على الرعب و هما حالان متغايران قلبيان، و لو كان بدل الخوف من الرعب لكان من حق الكلام تقديم الجملة الثانية و تأخير الأولى و أما بناء على ما ذكرناه فتقديم حكم الخوف على حصول الرعب و هما جميعا أثران للاطلاع على منظرهم الهائل الموحش أحسن و أبلغ لأن الفرار أظهر دلالة على ذلك من الامتلاء بالرعب.
و في الدر المنثور، أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أصحاب الكهف أعوان المهدي.
و في البرهان، عن ابن الفارسي قال الصادق (عليه السلام): يخرج للقائم (عليه السلام) من ظهر الكعبة سبعة و عشرون رجلا من قوم موسى الذين كانوا يهدون بالحق و به يعدلون و سبعة من أهل الكهف و يوشع بن نون، و أبو دجانة الأنصاري، و مقداد بن الأسود و مالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصارا و حكاما.
القران الكريم ، هذا الكتاب السماوي الذي يعتبر دستور الحياة ،ويُتلى آناء الليل واطراف النهار من قبل أكثر المسلمين على وجه المعمورة ، يشعر الانسان بالحلاوة عند القراءة او الاستماع اليه ، لكننا لماذا لا نشعر بهذه الحلاوة التي شعر بها واحسها أعتى رجال الكفر في قريش وهو الوليد بن المغيرة المخزومي عندما أتي يكابر في كلامه مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،
وقال له الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "أفرغت"، قال نعم ، فقال له الرسول: "فاسمع مني"،ثم تلا عليه سورة فصلت حتى وصل إلى قوله تعالى:"فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِعَادٍ وَثَمُودَ" .
فوضع يده على فم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وناشده الله والرحم ألا يكمل. وعاد لقومه بوجه غير الذي ذهب به. ولما سئل قال: "سمعت منه كلامًا ليس من كلام الجن ولا من كلام الإنس، والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وان أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يعلى عليه .
سبحان الله هذا مشرك يقول هذا الكلام عن القرآن الكريم ويستشعر منه ذلك فما بالنا نحن معشر المسلمين؟
وزنديقٌ يبحث في القران ليجد ثغرة فيه كي يدعّي بأنه ليس كلام الله وانما كُتب من قبل البشر لكنه يصطدم بقوله تعالى ( وقلنا يا أرض ابلعي ماءكِ ويا سماء أقلعي ، وغيض الماء واستوت على الجودي ....) فيقول عجيب يا له من حلاوة ، هذا والله ليس من قول بشر .
هل شعرنا بحلاوة القرآن الكريم ونحن نتلوه، أو عندما نسمعه؟هذا ولم يقتصر تأثير القرآن على الناس فقط ،الجن اسمعوا قول الله ) قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا" (الجن:1-2)؛ وقوله عز من قائل: "وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلاَيَخَافُ بَخْسًا وَلاَ رَهَقًا" (الجن: 13). بالله عليكم انظروا إلي قول الجن عن القرآن ؟ فما بالنا نحن يا الامة المسلمين ....
لكني أعتقد جازما بأن أحدى الاسباب هو جهلنا عن معنى ما نقرأ ولو رجعنا الى التفاسير المعتبرة ثم قرأنا أي آيةِ مباركة سوف نتلذذ ونستشعر حلاوته ، وهنا اورد مثلا واحدا حول تفسير قوله تعالى الذي وضعتُ تحته خط لما فيه من بلاغة وحكمة .
من البديهي اننا عندما نشعر بالخوف والرعب نحاول الفرار والابتعاد عن مكان ومصدر الخوف وبعد الابتعاد يذهب منا الرعب شيئا فشيا ً الا أن قوله تعالى المشار اليه لانفهم بلاغته وحكمته عند القراءة السطحية ودون الرجوع الى التفاسير ، وكأنما الفرار مقدم على الرعب وهذا محال ......
لذا أترككم مع تفسيراالاية للعلامة الطباطبائي نقلا عن كتابه الموسوم ( الميزان في تفسير القرآن ) . أرجو الاستفادة والافادة مع تمنياتي لكم بالتوفيق والطاعة والاستشعار بحلاوة القرآن عند تلاوته ..
وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِاطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ( الكهف 18)
و قوله: «لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا و لملئت منهم رعبا» بيان أنهم و حالهم هذا الحال كان لهم منظر موحش هائل لو أشرف عليهم الإنسان فر منهم خوفا من خطرهم تبعدا من المكروه المتوقع من ناحيتهم و ملأ قلبه الروع و الفزع رعبا و سرى إلى جميع الجوارح فملأ الجميع رعبا، و الكلام في الخطاب الذي في قوله: «لوليت» و قوله: «و لملئت» كالكلام في الخطاب الذي في قوله: «و ترى الشمس».
و قد بان بما تقدم من التوضيح أولا: الوجه في قوله: «و لملئت منهم رعبا» و لم يقل: و لملىء قلبك رعبا.
و ثانيا: الوجه في ترتيب الجملتين: «لوليت منهم فرارا و لملئت منهم رعبا» و ذلك أن الفرار و هو التبعد من المكروه معلول لتوقع وصول المكروه تحذرا منه، و ليس بمعلول للرعب الذي هو الخشية و تأثر القلب، و المكروه المترقب يجب أن يتحذر منه سواء كان هناك رعب أو لم يكن.
فتقديم الفرار على الرعب ليس من قبيل تقديم المسبب على سببه بل من تقديم حكم الخوف على الرعب و هما حالان متغايران قلبيان، و لو كان بدل الخوف من الرعب لكان من حق الكلام تقديم الجملة الثانية و تأخير الأولى و أما بناء على ما ذكرناه فتقديم حكم الخوف على حصول الرعب و هما جميعا أثران للاطلاع على منظرهم الهائل الموحش أحسن و أبلغ لأن الفرار أظهر دلالة على ذلك من الامتلاء بالرعب.
و في الدر المنثور، أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أصحاب الكهف أعوان المهدي.
و في البرهان، عن ابن الفارسي قال الصادق (عليه السلام): يخرج للقائم (عليه السلام) من ظهر الكعبة سبعة و عشرون رجلا من قوم موسى الذين كانوا يهدون بالحق و به يعدلون و سبعة من أهل الكهف و يوشع بن نون، و أبو دجانة الأنصاري، و مقداد بن الأسود و مالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصارا و حكاما.